
كشف معهد أبحاث الهجرة الدولية عن تحول المغرب إلى فاعل محوري في المشهد الجيوسياسي لمنطقة شمال إفريقيا، في وقت تتسارع فيه المؤشرات حول تقارب ملموس بين موسكو وبكين بشأن ملفات إقليمية معقدة، من أبرزها ملف النزاع حول الصحراء المغربية.
ووفقا للتقرير، فإن التحول اللافت في المواقف الدولية تجاه المبادرة المغربية للحكم الذاتي بات يترجم إلى مواقف سياسية أكثر انفتاحا من قبل قوى كبرى، وعلى رأسها روسيا والصين، اللتان أبدتا مؤخرا مرونة أكبر في التعامل مع هذه المبادرة التي تصفها الأمم المتحدة بـ”الجادة وذات المصداقية”.
ويرى خبراء المعهد أن هذا الانفتاح الروسي-الصيني ليس معزولا عن سياق دولي يتسم بإعادة تشكيل التحالفات الجيوسياسية، خصوصا في إفريقيا، حيث تزداد أهمية المغرب كشريك موثوق واستراتيجي بفضل استقراره السياسي ودوره المتنامي في ملفات الأمن والهجرة والتنمية.
كما أشار التقرير إلى أن المغرب أصبح رقما صعبا في معادلة شمال إفريقيا، من خلال قدرته على بناء توازن دقيق بين الشراكات التقليدية مع الغرب، والانفتاح على قوى الشرق الصاعدة، بما فيها الصين وروسيا، دون الاصطفاف في محاور متصارعة.
هذا، وتأتي هذه المعطيات في وقت يتواصل فيه الترقب الدولي لأي تحول في مواقف الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، في ظل البحث عن تسوية مستدامة للنزاع الإقليمي حول الصحراء، ضمن مقاربة تضمن الاستقرار وتراعي السيادة الوطنية للدول.