
شهدت جماعة المغاصيين بمدشر حمراوة إقليم مكناس، تنظيم حفل ديني وروحي مهيب بمناسبة ختم القرآن الكريم من طرف ثلة من الطلبة الحافظين لكتاب الله العزيز، في أجواء مفعمة بالإيمان والاعتزاز، بحضور السلطات المحلية وفعاليات المجتمع المدني والأمهات والآباء وساكنة المنطقة.
الاحتفال عرف مشاركة واسعة لأبناء القرية الذين أبدعوا في تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، كما تم تكريم الطلبة المتفوقين ومنحهم شواهد تقديرية، وسط أجواء من الفرح والاعتزاز. وشهدت المناسبة أيضا استعراضات تراثية مميزة على صهوة الخيل، شارك فيها الشباب والطلبة، في لوحة فنية جمعت بين الأصالة الدينية والهوية الثقافية المحلية.
وقد عبّر الأهالي عن فرحتهم الغامرة بهذه اللحظة الروحية التي توّجت سنوات من المثابرة في حفظ كتاب الله، مؤكدين أن القرآن الكريم ظل دائما في قلب المجتمع المغربي، مدرسة للتربية على القيم النبيلة، ومنبعا للوسطية والاعتدال.
هذا الارتباط العميق يعكس ما يوليه المغاربة من عناية خاصة للقرآن الكريم، حيث تظل الكتاتيب القرآنية والمدارس العتيقة فضاءات لتنشئة الأجيال، وضمانا لصون الهوية الدينية والوطنية.
إن مشهد الأمهات والآباء وهم يواكبون أبناءهم في هذه اللحظات المباركة، وما رافقه من فرحة شعبية، يؤكد أن علاقة المغاربة بالقرآن علاقة أزلية متجددة، تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، في تلاحم راسخ بين الماضي والحاضر والمستقبل.