بعد سنوات من التعثر والتأجيل، صادق المجلس الجماعي للدار البيضاء بأغلبية شبه مطلقة على اتفاقية تهم مشروع المحج الملكي، في خطوة وُصفت بالتاريخية نظرا لما يمثله الملف من رمزية وجدل استمر لعقود. هذا القرار جاء ليضع حدا لحالة الجمود التي عرفتها المنطقة، حيث ظل المشروع حبيس العراقيل القانونية والتخطيطية دون تنفيذ فعلي.
المبادرة تروم تحويل منطقة المحج الملكي إلى أكبر متنزه بيئي بالعاصمة الاقتصادية، يمتد على مساحة تناهز 50 هكتارا، بكلفة إجمالية تصل إلى مليار درهم. ويأمل القائمون على المشروع أن يتحول هذا الفضاء إلى متنفس حضري ضخم يعزز جاذبية المدينة ويستجيب لتطلعات سكانها الذين انتظروا طويلا تحقيق هذا الوعد.
الرهان الأساسي للمجلس يتمثل في تحسين جودة الحياة عبر خلق فضاءات خضراء جديدة، والحد من الضغط العقاري الذي طالما هيمن على المنطقة وأثار نقاشات حادة لسنوات. كما يهدف المشروع إلى تعزيز البعد البيئي والسياحي للدار البيضاء، عبر توفير فضاءات للترفيه والرياضة والاستجمام على غرار منتزه الولفة وحديقة الأليسكو.
وتعتبر هذه الخطوة بمثابة قفزة نوعية في مسار التطوير الحضري للمدينة، إذ من شأنها أن تسهم في إعادة التوازن بين متطلبات التوسع العمراني والحاجة إلى مساحات خضراء صديقة للبيئة، بما يجعل الدار البيضاء أكثر انسجاما مع المعايير الحديثة للتخطيط الحضري.
