الكوكب المراكشي يعود إلى القسم الأول بعد سنوات من الغياب والآلام

بعد سنوات من المعاناة في القسم الوطني الثاني والقسم الهواة، استعاد فريق الكوكب المراكشي رسميًا مكانته بين كبار كرة القدم المغربية، عقب تحقيقه الصعود إلى البطولة الاحترافية “إنوي” القسم الأول
هذا الإنجاز طال انتظاره من طرف جماهير مدينة مراكش التي عاشت ليلة استثنائية من الفرح والاحتفالات العارمة، حيث تحولت أحياء المدينة الحمراء إلى فضاءات مفتوحة للأهازيج والأعلام الحمراء والبيضاء، في مشهد أعاد إلى الأذهان أمجاد فريق عريق يعتبر من رموز الكرة الوطنية.
احتفالات صاخبة واستقبال الأبطال في مطار مراكش
بمجرد إطلاق صافرة نهاية المباراة التي جمعت الكوكب بمولودية وجدة، والتي انتهت بالتعادل (1-1) وأكدت صعود الفريق قبل جولة واحدة من نهاية البطولة، تجمعت جموع غفيرة من الجماهير على متن دراجاتها النارية حول ملعب الحارثي التاريخي، في مشهد احتفالي امتد إلى محيط مطار مراكش-المنارة، حيث حُظي اللاعبون والطاقم التقني باستقبال الأبطال.
وقد شارك في الاستقبال عدد من الشخصيات الرسمية يتقدمهم والي جهة مراكش-آسفي وعامل عمالة مراكش، فريد شوراق، إلى جانب منتخبين ووجوه رياضية بارزة، في مشهد يجسد رمزية هذا الصعود بالنسبة للمراكشيين.
ولم يتأخر المواطنون من مختلف الأعمار في الاصطفاف على طول طريق عودة حافلة الفريق، ملوحين بأعلام الكوكب المراكشي ومرددين أهازيج تمجد هذا النادي العريق.
مسار استثنائي وصعود مستحق
هذا الصعود جاء تتويجًا لموسم استثنائي بصم عليه الكوكب في القسم الثاني، حيث تصدر جدول الترتيب برصيد 52 نقطة، وفرض سيطرته على مجريات البطولة منذ جولاتها الأولى. ويُعد هذا الإنجاز بمثابة رد اعتبار لفريق كان قبل موسمين فقط يُصارع في القسم الهواة خلال موسم 2022-2023.
أحد أعرق الأندية في المغرب
يُذكر أن فريق الكوكب المراكشي تُوج بلقب البطولة الوطنية في مناسبتين (1958 و1992)، وظفر بـستة ألقاب في كأس العرش (أعوام 1963، 1964، 1965، 1987، 1991، و1993)، كما أحرز كأس الكونفدرالية الإفريقية سنة 1997، ليُصنّف بذلك ضمن أكثر خمسة أندية تتويجًا في تاريخ الكرة المغربية. عودة الكوكب المراكشي إلى مكانته الطبيعية في قسم النخبة تُعد لحظة مفصلية في مساره الكروي، وتمنح الأمل لجماهيره العريضة بأن صفحة المعاناة طُويت، وأن زمن المجد قد يعود من جديد