صفرو

الكلاب الضالة تغزو مدينة صفرو.. والجماعة تبرر

playstore

أمينة اوسعيد
الكلاب الضالة : لم يمنعني الجو البارد الذي يخلي شوارع مدينة صفرو مع أذان المغرب، من المشي وتحريك دمائي التي أوشكت على التجمد من شدة الصقيع.. غادرت المحل باتجاه البيت.. مع توالي الخطوات أحسست بالدفء يجتاح جسدي لكن شعور الاطمئنان هذا لم يدم طويلا.. عندما وصلت قرب إعدادية وادي الذهب هاجمتني كلاب  ولولا الألطاف الإلاهية لكانت افترستني..صرخت وبدأت أهش بحقيبة يدي كي تبتعد عني وهي تنبح بشكل هستيري..عادت دمائي للتجمد من جديد من شدة الخوف.. والمؤسف أن شبابا كانوا بالقرب مني ولم يتدخل أي واحد منهم لمساعدتي بل اكتفوا بالتفرج على المشهد. وهذا موضوع آخر عن غياب بل انعدام الحس التضامني لدى الساكنة والاكتفاء بالتصوير بعدسات الهاتف.. تخلصت من الكلاب بشق الأنفس. لوحت لسيارة أجرة وأكملت الطريق إلى البيت..
ربما حالتي هي فقط نموذج لكثير من الحالات التي تتعرض يوميا لهجمات الكلاب الضالة التي اجتاحت مدينة صفرو بشكل غير مسبوق واتخدت من مداراتها باحة للاستراحة. فمن المسؤول عن هذا الوضع؟ وهل عجزت جماعة صفرو عن إيجاد حل جذري للكلاب الضالة التي غزت شوارع ودروب المدينة؟ وأي دور قامت به الجمعية التي استفادت من دعم الجماعة مقابل جمع الكلاب الضالة؟!
وهنا سأبدأ من حيث انتهيت بسؤالي سابقا، عن الجمعية التي حصلت على دعم بلغ تقريبا 80000 ألف درهم من جماعة صفرو في إطار الدعم السنوي الذي تخصصه الجماعة لفائدة جمعيات المجتمع المدني وكان الهدف منه القضاء على ظاهرة الكلاب الضالة بمدينة صفرو وحل هذه المشكلة والتي لم تكن الجمعية تعي حجمها.. لكن بالنظر إلى النتائج أجيز لنفسي القول أنها أخفقت في تدبير هذا المشكل الذي يحتاج إلى مقاربة شمولية وإمكانيات مادية كبيرة قد تفوق حجم الدعم الذي حصلت عليه هذه الجمعية..
رئيس جماعة صفرو رشيد أحمد الشريف أعزى أسباب تزايد عدد الكلاب الضالة بمدينة صفرو إلى توافدها باستمرار من القرى والدواوير المجاورة وقال في تصريح لجريدة صفرو بريس “يتوجب على المسؤولين بهذه القرى أن يتحركوا من جهتهم ويمنعوا وصول كلاب دواويرهم إلى المدينة” كما أردف قائلا أن “القضاء على الكلاب الضالة يحتاج إلى استراتيجية وطنية وليس بالجهود الفردية أو المحلية..فضلا عن مراعاة ماتدعو إليه جمعيات الرفق بالحيوان واحترام القرارات التي جاءت بها وزارة الداخلية التي تنص على جمع الكلاب في محاجز مخصصة لذات الغرض مع الحد من تكاثرها عن طريق إخصاء الذكور واستئصال رحم الإناث”. كما أكد “رشيد أحمد الشريف” أن هذه العملية تحتاج إلى أطر طبية بيطرية وممرضين أكفاء ومعدات لوجستيكية وهذا لن يتأتى إلا بتظافر جهود جميع الأطراف وفق مقاربة شمولية.
وفي غياب أي تدخل لجماعة صفرو أو الجمعية المسؤولة عن جمع الكلاب الضالة التي استفادت من الدعم. وفي انتظار تحقق هذه الرؤيا وتسطير أهداف تقضي على ظاهرة انتشار الكلاب الضالة بمدينة صفرو.. سيبقى الحال على ما هو عليه. وما على المواطن سوى حمل عصا كموسى ليتوكأ عليها ويهش بها على الكلاب الضالة التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على المارة خاصة الأطفال وكبار السن ومن ليست لهم القدرة على الدفاع عن أنفسهم من أنياب لا تفرق بين هذا أو ذاك.

sefroupress
playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا