المغرب

العنف الرقمي ضد النساء: تهديد عالمي بلا حماية قانونية

في عالم اليوم، أصبح الفضاء الرقمي ساحة أساسية للتواصل والعمل والتعليم، لكنه للأسف تحول أيضًا إلى مجال يتعرض فيه نصف نساء وفتيات العالم، أي حوالي 1.8 مليار، للعنف الرقمي دون أي حماية قانونية فعّالة. هذا الواقع يسلط الضوء على فجوة كبيرة بين الوعود التي رافقت الثورة الرقمية وبين المخاطر الحقيقية التي تواجه النساء في العالم الرقمي.

العنف الرقمي يتنوع بين مضايقات على منصات التواصل الاجتماعي، تهديدات إلكترونية، نشر صور أو معلومات شخصية دون موافقة، وحتى الابتزاز الإلكتروني. كل هذه الممارسات لا تؤثر فقط على سلامة النساء النفسية والجسدية، بل تحد من مشاركتهن في الحياة الرقمية والمجتمع الرقمي بشكل عام.

حملة “16 يومًا من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات” تؤكد على ضرورة تحويل التكنولوجيا إلى أداة تمكين ومساواة، بدل أن تكون وسيلة لإلحاق الضرر والإقصاء. ويشمل ذلك ضرورة سن قوانين تحمي النساء والفتيات، وتعزيز آليات التوعية الرقمية، وتطوير برامج دعم ضحايا العنف الرقمي، لضمان بيئة رقمية آمنة وشاملة للجميع.

في النهاية، لا يمكن النظر إلى التكنولوجيا على أنها مجرد أداة للتقدم والابتكار، بينما تستمر ملايين النساء والفتيات في مواجهة التهديدات والهجمات الرقمية. حماية المرأة في الفضاء الرقمي أصبحت ضرورة أخلاقية وقانونية واجتماعية، لضمان أن يظل العالم الرقمي مساحة للفرص والتمكين، وليس للعنف والإقصاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى