العطش يفاقم معاناة سكان القرى في عدة دواوير بالمغرب

تعيش مجموعة من الدواوير في مناطق مختلفة من المغرب على وقع أزمة عطش خانقة باتت تهدد الحياة اليومية للسكان وتقلب موازين معيشتهم. ففي ظل موجات الحرارة المرتفعة التي تعرفها البلاد خلال فصل الصيف، يجد الأهالي أنفسهم مضطرين لقطع مسافات طويلة بحثا عن الماء، في مشهد يلخص حجم المعاناة التي تخنق هذه المناطق الهشة.
في دواوير تابعة لإقليم سيدي قاسم، خرج عشرات السكان في مسيرات على ظهور الحمير محملين البراميل البلاستيكية، في خطوة احتجاجية ورسالة قوية إلى السلطات المعنية. هذه المسيرات التي جابت الطرقات لم تكن سوى صرخة جماعية للتعبير عن الغضب من الوضع، خاصة أن غياب الماء الصالح للشرب لم يعد ظرفيا بل أصبح معضلة مزمنة.
الأزمة لا تقتصر على سيدي قاسم فقط، بل تمتد إلى دواوير في أقاليم أخرى حيث يعيش السكان على إيقاع الانقطاعات المتكررة للماء، أو غيابه التام لأسابيع متواصلة. وفي كثير من الأحيان، يضطر الأهالي إلى جلب الماء من آبار بعيدة أو شراء صهاريج مائية بأسعار مرتفعة ترهق القدرة الشرائية للأسر الفقيرة.
هذا الوضع يؤثر بشكل مباشر على حياة الناس، حيث تتأثر الأنشطة الفلاحية وتربية الماشية، كما تتفاقم المشاكل الصحية الناتجة عن استهلاك مياه غير مراقبة. كما أن النساء والأطفال يتحملون العبء الأكبر، إذ يقضون ساعات طويلة يوميا في نقل الماء على مسافات شاسعة، ما ينعكس على تعليم الأطفال وصحة النساء.
السكان يطالبون بتدخل عاجل من الجهات المسؤولة لوضع حلول جذرية، من خلال ربط القرى بشبكات مائية مستقرة، وحفر آبار جديدة، واستغلال الموارد المائية المتاحة بشكل أكثر عدالة. كما يدعون إلى الإسراع في تنفيذ المشاريع المبرمجة ضمن برامج التنمية القروية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حتى لا يبقى العطش عنوانا دائما لمعاناتهم.
أزمة العطش في الدواوير المغربية ليست فقط قضية خدمات أساسية، بل هي أيضا ملف يرتبط بحقوق الإنسان في الولوج إلى الماء كشرط أساسي للحياة الكريمة. ومع استمرار التغيرات المناخية وشح التساقطات، فإن المعالجة الاستباقية لهذه الأزمة باتت ضرورة وطنية ملحة.