العالمالمغرب

الصحراء المغربية : الموقف البريطاني بين التردد والواقع الجيوسياسي

playstore

الصحراء المغربية : بينما كان الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في عام 2020 يُبشر باحتمال انضمام سريع لبريطانيا إلى هذا الموقف، يبدو أن لندن لا تزال عالقة في حالة من التردد والانقسام الداخلي.

تاريخ من الإشارات المتضاربة

sefroupress

بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، كان من المتوقع أن تتبنى لندن سياسة خارجية براغماتية، مستعيدةً دورها كقوة مستقلة تسعى لتعزيز علاقاتها مع الدول الصديقة. المغرب، باعتباره شريكاً استراتيجياً في المنطقة، كان يُنتظر أن يحظى بدعم بريطاني واضح في قضية الصحراء. إلا أن إشارات متباينة صدرت عن المسؤولين البريطانيين.

ففي حين أظهرت الحكومة البريطانية إشارات إيجابية من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والدبلوماسي مع المغرب، جاءت تصريحات مسؤولين مثل السفير البريطاني في المغرب، سيمون مارتن، والردود الرسمية على أسئلة النواب، لتعكس موقفاً غامضاً ومتشبثاً بالمقاربات التقليدية للأمم المتحدة.

التفسيرات المحتملة للتردد البريطاني

1. الانقسامات السياسية الداخلية

يعاني المشهد السياسي البريطاني من انقسامات أيديولوجية واضحة بين حزب العمال الحاكم حالياً والمحافظين. يظهر حزب العمال بموقف أكثر تحفظاً تجاه قضايا دولية مثل الصحراء المغربية، بينما يعكس المحافظون رؤية أكثر دعماً للمصالح المشتركة مع المغرب.

2. تطلعات إمبراطورية تتجاوز القدرات الفعلية

يبدو أن بريطانيا تسعى للعب أدوار دولية أكبر مما تسمح به قدراتها الاقتصادية والعسكرية الحالية، وهو ما يظهر في سياستها تجاه أوكرانيا والشرق الأوسط. غالباً ما تعتمد بريطانيا في تحقيق هذه الطموحات على دعم الولايات المتحدة، ما يجعل سياساتها عرضة للتغيرات في الإدارة الأمريكية.

عودة ترامب وتأثيرها على الموقف البريطاني

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، من المتوقع أن تعود قضية الصحراء المغربية إلى دائرة الضوء في السياسة الأمريكية. ترامب، المعروف بدعمه القوي لمصالح المغرب، قد يدفع باتجاه فتح قنصلية أمريكية في الداخلة وتنفيذ مشاريع استثمارية كبرى في الأقاليم الجنوبية.

هذا التغير المحتمل في السياسة الأمريكية قد يضع بريطانيا أمام خيارين: إما الانضمام إلى الدينامية الجديدة بقيادة الولايات المتحدة أو الاستمرار في التردد، مما قد يضعف موقعها كشريك استراتيجي للغرب في مواجهة التحديات العالمية.

يبقى السؤال الأساسي: هل ستتحلى بريطانيا بالشجاعة الكافية لتبني موقف واضح يدعم المغرب في قضيته الوطنية؟ أم أنها ستظل رهينة الانقسامات الداخلية وحساباتها الجيوسياسية؟

الأيام القادمة ستكشف لنا ما إذا كان “الواقعية الأنجلوساكسونية” ستعود إلى مسارها الطبيعي أم أنها هاجرت إلى غير رجعة.

playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا