الصحراء المغربية..المغرب يحقق انتصارات دبلوماسيًة كبيرةفي أمريكا اللاتينية
يشهد العام 2024 تحقيق المغرب لانتصارات دبلوماسية متتالية في منطقة أمريكا اللاتينية، مما يعكس نجاح استراتيجية المملكة في تعزيز موقفها الدولي بشأن قضية الصحراء المغربية. هذا التقدم يأتي نتيجة لمثابرة الدبلوماسية المغربية تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي أكد في خطابه بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء على أهمية تضافر جهود الجميع لتحقيق الوحدة الترابية.
نجاحات دبلوماسية متتالية
بدأت موجة الانتصارات الدبلوماسية المغربية مع قرار جمهورية الإكوادور في أكتوبر الماضي، حيث علقت اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” الوهمية التي اعترفت بها عام 1983، بعد أن افتتحت ما يسمى بـ”سفارة” عام 2009. تلا ذلك في نونبر قرار جمهورية بنما باتباع نفس المنوال، مما يعكس تصاعد الدعم الدولي لموقف المغرب.
في البيرو، التي سحبت اعترافها بالجمهورية الصحراوية في عام 2023، تعاظمت الأصوات البرلمانية داعيةً إلى تعزيز العلاقات مع المغرب، مع تأكيد أهمية تبني مبادرة الحكم الذاتي كحل سلمي وعادل للنزاع. هذا التوجه ليس محصورًا في دول قليلة، بل يمتد إلى دول أخرى مثل البرازيل وباراغواي، حيث أعلن مجلس الشيوخ البرازيلي دعمه لمقترح الحكم الذاتي وأشاد بجهود المغرب الدبلوماسية.
دور الدبلوماسية البرلمانية والمجتمع المدني
يعتبر التحول في المواقف الدبلوماسية في أمريكا اللاتينية انعكاسًا للتحول الاستراتيجي في منهج المغرب الدبلوماسي، من رد الفعل إلى المبادرة الاستباقية. وفقًا لعميد كلية الحقوق بجامعة كولومبيا، هيرنان أولانو، فإن هذه المقاربة تعكس جدية المغرب في الدفاع عن وحدته الترابية من خلال بناء علاقات قوية مع النخب البرلمانية ومنظمات المجتمع المدني في المنطقة.
تعزيز العلاقات الاقتصادية والإقليمية
تأتي هذه الإنجازات الدبلوماسية في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والإقليمية بين المغرب وأمريكا اللاتينية. فقد أُنشئ مؤخرًا المنتدى الاقتصادي المغرب – أمريكا اللاتينية – الكاريبي، الذي يجمع مجلس المستشارين وعددًا من البرلمانات الإقليمية، بهدف تعزيز الحوار البرلماني والتعاون الاستراتيجي بين الأطراف. يضم المنتدى برلمانات من أمريكا الوسطى والمركوسور وأندينا، مما يسهم في تعزيز الروابط المؤسسية بين المغرب والدول المشاركة.
التأثير على الرأي العام والدعم الدولي
لم يقتصر نجاح المغرب على المستوى الدبلوماسي فحسب، بل امتد ليشمل كسب التأييد على مستوى الرأي العام والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام في أمريكا اللاتينية. فقد نجحت الدبلوماسية المغربية في إقناع المجتمع الدولي بعدالة القضية الوطنية، مما أدى إلى تآكل الدعم الإيديولوجي لحركة البوليساريو في المنتديات الدولية مثل منتدى ساو باولو.
مستقبل دبلوماسي واعد
تشير هذه التطورات إلى تحول نوعي في دعم دول أمريكا اللاتينية لموقف المغرب بشأن الصحراء المغربية. ومع استمرار الجهود الدبلوماسية والمبادرات البرلمانية، يتوقع أن يعزز المغرب مكانته كقائد إقليمي يسعى لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. كما أن تآكل الأطروحات الانفصالية في أمريكا اللاتينية يعزز من فرص المغرب في تحقيق حل سلمي ودائم للنزاع، بما يتماشى مع مبادرة الحكم الذاتي المقترحة.
يمثل العام 2024 عامًا حاسمًا للمغرب في سعيه لتعزيز موقفه الدولي بشأن الصحراء المغربية. من خلال الدبلوماسية المبتكرة والمثابرة المستمرة، استطاعت المملكة أن تحقق تقدمًا ملحوظًا في كسب دعم دول أمريكا اللاتينية، مما يعزز من فرص تحقيق الوحدة الترابية والاستقرار في المنطقة. يبقى المستقبل واعدًا للمغرب في مواصلة هذه المسيرة الدبلوماسية الناجحة نحو تحقيق أهدافه الوطنية والدولية.