السيول تجتاح محافظة محايل عسير وتكشف هشاشة البنية التحتية أمام التغيرات المناخية

شهدت محافظة محايل عسير بالمملكة العربية السعودية مساء أمس موجة سيول جارفة اجتاحت عددا من الأحياء والشوارع، متسببة في جرف مركبات وتعطيل حركة السير، وسط حالة من الذهول والقلق لدى السكان الذين لم يعتادوا على هكذا مشاهد في قلب فصل الصيف.
مقاطع الفيديو المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي أظهرت تدفق المياه بشكل كثيف، وهي تجرف سيارات وتغمر طرقات رئيسية، فيما تجمع العشرات من المواطنين لمتابعة المشهد ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه. هذا الحدث يعيد إلى الواجهة تساؤلات عديدة حول مدى جاهزية البنية التحتية للتعامل مع الظواهر المناخية المتطرفة التي باتت تتكرر بوتيرة مقلقة في المنطقة.
السلطات المحلية سارعت إلى التدخل عبر الدفاع المدني والفرق الميدانية التي عملت على فتح الطرق وتقديم المساعدة للأشخاص المتضررين. ورغم ذلك، فإن حجم السيول كشف عن تحديات كبيرة في إدارة المخاطر الطبيعية، خصوصا في ظل مؤشرات علمية تتحدث عن تأثيرات التغير المناخي وارتفاع وتيرة الظواهر الجوية غير المعتادة.
وتعتبر محافظة محايل عسير من المناطق التي تعرف مناخا متقلبا بين حرارة الصيف وأمطار مفاجئة، ما يزيد من احتمالات وقوع كوارث طبيعية. ويؤكد خبراء أن الاستثمار في البنية التحتية المقاومة للفيضانات، وتعزيز خطط الإنذار المبكر والتوعية المجتمعية، أصبح ضرورة ملحة لحماية الأرواح والممتلكات.
في النهاية، تظل مشاهد السيول الأخيرة رسالة إنذار واضحة بضرورة التعامل بجدية أكبر مع ملف التغير المناخي وإعادة النظر في سياسات التهيئة الحضرية، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي التي تهدد أمن المواطنين واستقرار حياتهم اليومية.