المغرب

السياسة الخارجية للمغرب من ديبلوماسية الدفاع الى ديبلوماسية الهجوم

playstore

يعتبر ملف الصحراء من أهم الاانتصارات التي حققها المغرب، وذلك بفضل ادارة ديبلوماسية حكيمة للنزاع، والنجاح في احتواء الأزمة بمهارة و حنكة أبانت عن تفوق المدرسة الديبلوماسية المغربية في التدقيق و البرهنة و الاستدلال و البلاغة في لغة الاقناع أثناء الترافع حول قضيته العادلة و فضح ألاعيب الأعداء ، حيث حصرهم في الزاوية نظرا لبطلان ادعاءاتهم … بل و كشف سوء نواياهم تجاه الوحدة الترابية للمغرب و في قضايا كثيرة …. و وألحق بهم الهزائم على مستوى حرب المواقف و القرارات التي لم تعد تؤخذ بعين الاعتبار ومرفوضة على المستوى الدولي .. و بالتالي انسداد كل الطرق و تلاشي المبررات ، و مع مراجعة التراكمات و الأرصدة الرمادية للخصوم في المحافل الديبلوماسية وفضح الاكاذيب و عمليات شراء التأييد والنجاح لم يعد معه ممكنا استمرار الخصوم في معاكسة الوحدة الترابية للمغرب بنفس الحدة . والمغرب حقق نجاحا في تربع كرسي الريادة على المستوى الافريقي في كثير من المجالات و في شتى المجالات ، و أصبح له الدور الفعال داخل الاتحاد الافريقي …
و على المستوى الأوروبي فقد غير من موقعه و مكانته و غير معادلات التعامل وأثبت أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس . فالمؤتمر المنعقد في المانيا حول الحرب الروسية الأوكرانية بحضور 40 دولة ومن بينهم المغرب باعتباره عضو من خارج الحلف الاطلسي هو دليل على رمزية و نجاح و تقدم المغرب وتغيير موقف الدول الغربية واعترافها بمكانة المغرب الدولية . و أن المغرب استطاع أن يفرض شروطه على الاتخاد الأوروبي و غير مواقف الدول الأوروبية الغامضة بالمواقف الواضحة والصريحة في قضية الصحراء المغربية – اسبانيا – المانيا – فرنسا – بريطانيا – و استطاع ان يلطف من مواقف دولة روسيا الحليفة تاريخيا للجزائر … بالاضافة الى و الولايات المتحدة التي عززت وانهت الجدال الدولي والسياسي حول مغربية الصحراء باصدار قرار رسمي يقر بالسيادة المغربية على الصحراء .
و المملكة المغربية عريقة في التاريخ الدسبلوماسي و يتضح مدى اسهام المغرب في بناء الحقل الدولي الديبلوماسي سواء من خلال الأحداث الدولية أو المراسلات أو الوساطات او الرحلات التي قام بها المغرب قبل مفهوم الدولة الدستورية ..
فالملك شارل الأول البريطاني على عهد المولى إسماعيل نفي الى برلين وطلب من السلطان المغربي آنذاك ارجاعه الى العرش، و لم يكون ذلك ممكنا نظرا لعدم توفر المغرب على اسطول….
كما حدثت حرب بين السويد و الدنمارك على عهد محمد الثالث الذي بعث برسالة ينصح فيها الملوك بعدم الخوض في الحرب انطلاقا من كون السلطان المغربي ينصح من هو على دين الاسلام او من هو على غير دين الاسلام.
والبعثات الديبلوماسية و الرحلات التي تعتبر مادة ديبلوماسية مغربية مهمة عرفت بثقافة المغرب و هويته وموقعه وقوته وحضارته …
ففي مراحل معينة كان المغرب دولة قوية عالميا، بالرغم من أن الوسائل العسكرية كانت ضعيفة، لكن الدول الغربية استطاعت التقدم بفضل الثورات العلمية و الاجتماعية و الصناعية و السياسية ….
و المغرب اليوم استطاع ان يتدارك التأخر وحقق الكثير من الانجازات و ما تزال هناك تحديات تواجه الديبلوماسية المغربية، وبمناسبة اليوم الوطني للديبلوماسية يمكن تسليط الضوء على دور المؤسسة الملكية في مجال السياسة الخارجية و التي تنفرد بسلطة ادارة المصالح العليا للوطن على المستوى الدولي و ما تتميز به من كفاءة و قدرة و ثقل المبادئ و رقي منهجية التواصل و سلامة التفاعل و التأثير و التآثر .
فجلالة الملك يتميز بالحكمة و الدقة في الترافع الديبلوماسي حول القضايا و المصالح العليا للوطن،.
وبالاستخدام الامثل للمكتسبات و الأرصدة التاريخية و المادية و الثقافية و السياسية دون الخروج عن الأعراف الديبلوماسية الدولية و مبادئ القانون الدولي العام و الثبات على المواقف التي ترتبط بالسيادة و وحدة الدول الترابية كلها عوامل ميزت الديبلوماسية الملكية .
فجلالة الملك يعتبر معهدا لإصدار القيم الديبلوماسية و محررا للمواقف و القرارات المناسبة لكل وضعية على حدة …
فالتغييرالذي طرأ على الديبلوماسية المغربية يبين الفرق الشاسع بين مغرب اليوم و مغرب الأمس. فالمغرب أحدث ثورة في السياسة الخارجية و الديبلوماسية .. بحيث استنهض قدراته و ارصدته مكانته و نا يفرض عليه القانون من حماية لمصالحه .

فانتقل من ديبلوماسية الدفاع الى ديبلوماسية الهجوم التي لم تقم على المبادرة و لم تعد انتظارية أو تواكلية أو طلب و ساطات في قضايا يمكن ان يقوم بها المغرب بنفسه .. فخصوصيات فترة الحرب الباردة كانت التآمرات تحاك ضد الدول و تتحكم في مصير الكثير من الخلافات، مما كانت تعيق عملية حل النزاعات …
و قضية الصحراء انتهت كنزاع و وسيصبح قريبا في طي النسيان وبقيت فقط مرحلة المشاورات الموكولة للأطراف و بدون شروط لفرض الحل السلمي و إخراج المنطقة من دائرة الخطر الذي يهدد السلم و الأمن الدو ليين .
فالمغرب عضو نشط في الأمم المتحدة و تربطه علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية
حيث سجل القرار الأمريكي انتصارا للديبلوماسية المغربية في دائرة الصراع الدولي حول قضية الصحراء و إنهاء رسمي للنزاع من طرف اكبر دولة في العالم و ترجيح كفة المغرب و طرح المغرب المتقدم، و والمؤيد من قبل الأمم المتحدة التي تشيد بالمقترح المغربي الذي ينم عن عمق الوعي السياسي في معالجة الأزمات السياسية الداخلية .
كما للمغرب علاقة ثنائية قوية
غربيا و عربيا و افريقيا . و اسيويا و ذلك من خلال التعاون السياسي و والاقتصادي و الإنساني و الروحي في القارة السمراء …
و معلوم ان اتفاقيات التعاون و الشراكات المغربية الافريقية كثيرة تجعل من المغرب الدولة الأهم بالنسبة للقارة بحوالي 1500 اتفاقية بين المغرب و الدول الافريقية في المجال المالي والتجاري و الاقتصادي و الخدماتي و الأمني و المجال الانساني و مشاريع التنمية الاجتماعية … اضافة الى التدخل لتسوية النزاعات عن طريق الامم المتحدة .
والعلاقات المغربية الأمريكية تقوم بتوطيد الشراكة في مجالات السياسة و الافتصاد و مكافحة الإرهاب الذي يعد من المواضيع الأكثر تعقيدا على المستوى الدولي و يهدد الدول و الشعوب .. و المغرب من الدول المستصعية على الاختراق الأمني و المنتصر على الإرهاب و تتبع خيوط الإرهابيين و تفكيك الخلايا واجهاض العمليات الإرهابية …
فالخلايا الإرهابية و التخطيط الإرهابي و تتبع أنشطة الجماعات المسلحة و الإرهابية عملية ليست بالسهلة و إيقاف تنفيذ العمليات الإرهابية عملا بالأمن الاستباقي و تتبع الفكر الإرهابي و تحصين الوطن من أي مساس بل حماية الدول من خطر الإرهاب عمل جبار .
مكاسب المغرب في علاقته مع الاتحاد الأوروبي .

pellencmaroc

الاتحاد الأوروبي لم يعد الوجهة الوحيدة لتحديد شرعية الإداعاءات بل هناك أمم متحدة و مجتمع دولي و دول قوية و مؤثرة في الأوضاع الدولية و مقررة في مصير كثير من الملفات، لذا أمام هذا التنوع اختار المغرب الندية في التعامل مع اوروبا لأنها ليست الوحيدة الضامنة للنتيجة المبحوث عنها …بل لجأ إلى بريطانيا و غير موقف ألمانيا ، وإسبانيا و فرنسا و أصبحت أوروبا أمام خيارات الاستفادة من الشراكة مع المغرب أو الحرمان من كل ما تستفيد منه من ثروات ..لكن أوروبا أدركت التغيير الذي طرأ على قدرات المغرب و نحت منحنى التوازن و الوضوح .
والتحديات التي تنتظر المغرب هناك تحولات جيواستراتيجية و المغرب أمامه مسارات دولية يحكمها المنطق الجيواستراتيجي – عربيا، افريقيا ، امريكيا ، آسيويا

فالدول الفرونكوفونية مدخلها فرنسا .

و الدول الأنجلوسكسونية مدخلها بريطانيا و أمريكا .و الدول الناطقة بالإسبانية مدخلها إسبانيا
و آسيا أيضا
و الدول العربية هي دول قريبة هوياتها .
واليوم يجب استنهاض العلاقات المبنية على الوضوح والشفافية وتقابل المصالح.

الدكتور أحمد الدرداري

playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا