يعرف السوق النموذجي السلاوي الذي تم إنشاؤه منذ أزيد من سنتين ركودا تجاريا غير مسبوق بعدما كان مزارا لسكان المدينة وكذا الوافدين عليه من المناطق المجاورة لمدينة صفرو. حيث اضطر العديد من التجار إلى إغلاق محلاتهم إلى أجل غير مسمى بسبب الكساد الذي لحق تجارتهم وبيع سلعتهم بمقابل زهيد والبحث عن مورد عيش خارج محلات هذا السوق.
ويعزى سبب هذا الركود إلى مجموعة من العوامل المتداخلة في ما بينها حسب ما يراه تجار السوق. حيث شكل الباعة المتجولون الذين يتواجدون بمحيط السوق أكبر هذه العوامل. والذين يقدمون أغلبهم من مدينة فاس على متن سياراتهم المحملة ببضاعة رخيصة يجذب ثمنها المارة في غياب تام لمبدأ المنافسة الشريفة.
إضافة إلى استغلالهم للملك العام بدون موجب حق. يتسبب هؤلاء الباعة في حالة من الفوضى على امتداد الشارع المؤدي إلى السوق النموذجي ويعرقلون حركة سير الراجلين والسيارات معا. ويخلفون وراءهم كل مساء بقايا سلعتهم ليجمعها عمال النظافة بالمدينة.
بعدما قام تجار السوق بتنظيم وقفات احتجاجية طالبوا فيها بالتدخل السريع لتحرير الملك العام وإيجاد حل يرضي جميع الأطراف وبالتالي انقاذ ما تبقى من تجارتهم التي تحتضر. استجابت السلطات المحلية بصفرو لنداء التجار وتدخلت لتحرير الملك العام من الاستغلال غير المشروع من طرف الباعة المتجولين. لكن سرعان ما عادت حليمة لعادتها القديمة مما أزم أكثر وضع التجار بهذا السوق الذي كان يعد القلب النابض للمدينة منذ إحداثه.
