المغرب

‏السمنة في المغرب : قنبلة موقوتة تهدد الصحة العامة

playstore

السمنة في المغرب : في شوارع المدن المغربية بات مشهد البطون المنتفخة و الأجساد المثقلة بالوزن الزائد أمرا مألوفا.

السمنة لم تعد مجرد مشكلة جمالية او مسألة مقاس الملابس, بل تحولت إلى أزمة صحية حقيقية تهدد المجتمع المغربي برمته, الأرقام مخيفة والخطر يتفاق, لكن الحلول ممكنة إذا ما تظاهرت الجهود

sefroupress

 

‏أرقام صادمة: السمنة في تصاعد المستمر

 

‏وفقا لمنظمة الصحة العالمية شهد المغرب ارتفاعا مطلقا في معدلات السمنة وزيادة الوزن خلال العقدين الآخرين

 

بحيث 60% من البالغين المغاربة يعانون من زيادة الوزن مقارنة ب عام 2000.

 

نسبة السمنة بين البالغين ارتفعت من 16.7% إلى 26.1 عام 2016.

 

الأطفال و المراهقون (19-5) لم يكونوا بمنأى عن الظاهرة بحيث ارتفعت نسبة زيادة الوزن من 16% الى 27% و السمنة من 4.3% الى 10.2% بين عامي 2000 و 2016.

 

‏لكن هل نحتاج فعلا إلى هذه الأرقام؟ يكفي أن تقف لخمس دقائق في أي شارع مغربي وتحاول عّد عدد الأشخاص الذين يعانون من الكرش أو الوزن الزائد لترى بنفسك مدى انتشار الكارثة.

 

السمنة بوابة الأمراض المزمنة:

 

‏إذا كنت تعتقد أن السمنة مجرد مسألة مظهر خارجي فأنت غافل تماما على أشرس عدو لصحة الإنسان, زيادة الوزن لا تعني فقط الصعوبة في إيجاد الملابس المناسبة بل هي بمثابة الرحم الخصب الذي يولد فيه معظم أمراض العصر

 

٢.‏السكري من النوع الثاني: زيادة الوزن تزيد من مقاومة الأنسولين ما يرفع احتمالات الإصابة السكري

 

٢.‏الكبد الدهون: تراكم الدهون في الكبد يؤدي إلى التهابات قد تتطور إلى تشمع الكبد

 

٣.‏أمراض القلب والشرايين: ارتفاع ضغط الدم زيادة الكولسترول تصلب الشرايين كلها مرتبطة بالسمنة

 

٤.‏الضعف الجنسي: تراكم الدهون يؤثر سلباً على الهرمونات الذكورية والأنثوية مما يقلل من الأداء الجنسي وهذا سنفرد له مقالا خاصا

 

٤.‏الإكتئاب والمشاكل النفسية: الشعور بالدونية و التنمر وصعوبة الحركة تخلق بيئة مثالية للإضطرابات النفسية الخطيرة

 

٥.‏التهاب المفاصل و الام الظهر: الوزن الزائد يضغط على المفاصل و الأربطة و الغضاريف مما يزيد من احتمالية الإصابة بخشونة المفاصل وألم العمود الفقري و الانزلاقات الغضروفية.

 

‏لماذا تزداد السمنة في المغرب؟

 

‏أسباب انتشار السمنة متعددة لكن أبرزها:

 

‏تغيير النمط الغذائي: الانتقال من الأكل التقليدي الصحي إلى الأطعمة المصنعة والمليئة بالسكريات و الدهون الغير صحية

 

‏الخمول وقلة النشاط البدني: التكنولوجيا الحديثة و وسائل النقل والعمل المكتبي ساهمت في تقليل الحركة اليومية

 

‏الثقافة الغذائية الخاطئة: الاعتقاد بأن الجسم ممتليء رمز للصحة والرخاء ولا يزال منتشرا في بعض الأوسط

 

‏التسويق المفرط للوجبات السريعة و انتشار المطاعم السريعة والإعلانات التي تروج للأطعمة الغير صحية

 

‏غياب الرقابة الصحية رغم وجود سياسة حكومية إلا أن تنفيذها على أرض واقع لا يزال ضعيفا

 

‏ما الحل هل يمكن وقف هذه الكارثة الصحية؟

 

‏التصدي للسمنة يتطلب حلا جريئا على المستويين الفردي والمجتمعي:

 

‏تعزيز التوعية الغذائية: يجب على وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية نشر ثقافة الأكل الصحي و توضيح مخاطر السمنة, و استحداث طرق توعية متطورة تواكب عقل المواطن المغربي في 2025، بدلا من الإعتماد على طرق توعية قديمة أكل عليها الدهر و شرب، مع فسح المجال لوجوه جديدة إعلامياً.

 

‏فرض ضرائب على المشروبات المحلاة وهي خطوة إيجابية بدأ المغرب في تطبيقها منذ 2019 للحد من استهلاك السكر

 

‏تشجيع النشاط البدني وتوفير مساحة لممارسة الرياضة وإدراك النشاط البدني جزء أساسي من الحياة اليومية خصوصا في المدن المهمشة مثل صفرو

 

‏دعم الأنظمة الغذائية الصحية وتشجيع استهلاك الفواكه والخضروات وتقليل استهلاك الدهون السكريات الغير صحية

 

‏الرقابة على الإشعارات وتنظيم التسويق الغذائي والحد من الإعلانات الموجهة للأطفال بشكل خاص والتي تروج للأطعمة الغير صحية

 

 

‏ختاما، ناقشنا مشكلة السمنة في المغرب وأسبابها إلى جانب الحلول الممكنة على المستوى الفرد والمجتمع، لكن المواجهة الحقيقية تحتاج إلى دعم أعمق من طرف الدولة عبر سياسات إعلامية و صحية غذائية فعالة. في المقالات القادمة إن شاء الله سنتناول حلول وقائية و علاجية على مستوى الفرد و المجتمع مدعومة ببيانات وأرقام لتحقيق نهضة صحية وفكرية المستدامة لوطننا

playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا