الرشيدية على أعتاب نقلة نوعية في البنية الصحية

مدينة الرشيدية بالجنوب الشرقي تدخل مرحلة جديدة في تطوير منظومة الصحة العمومية من خلال انطلاق مشروع المستشفى الجامعي الجديد الذي يطرح نفسه كإضافة استراتيجية للعرض الصحي بالمنطقة. المشروع لا يقتصر على بناء منشأة طبية، بل يعكس توجها واضحا نحو تحقيق العدالة المجالية في الرعاية الصحية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
الغلاف المالي المخصص للبناء يصل إلى 482 مليون درهم، ما يعكس ضخامة المشروع وحرص السلطات على توفير تجهيزات وبنيات تحتية متقدمة. المستشفى سيتم تشييده على مساحة 39 هكتارا بطاقة استيعابية تصل إلى 500 سرير، وهو ما يضعه ضمن أهم المشاريع الصحية بالجهة، ويتيح استيعاب أعداد كبيرة من المرضى، بما يقلل الضغط عن المراكز الاستشفائية القائمة ويحفز تقديم خدمات طبية متخصصة.
مدة إنجاز الأشغال محددة في 20 شهرا، مع فتح أظرفة المناقصة منتصف شهر نونبر المقبل، وفق المعايير القانونية والتنظيمية المعتمدة، وهو ما يشير إلى إرادة واضحة لضمان الشفافية والنزاهة في اختيار المقاول. هذا الإطار التنظيمي مهم لضمان جودة التنفيذ والالتزام بالجدولة الزمنية للمشروع، وهو أمر بالغ الأهمية في المشاريع الكبرى التي ترتبط بصحة المواطنين.
تحليل الوضع يشير إلى أن المشروع يحمل بعدين رئيسيين: البعد الاجتماعي والبعد الاقتصادي. من الناحية الاجتماعية، سيمكن المستشفى من تقريب الخدمات الصحية من ساكنة الرشيدية والمناطق المجاورة، بما يسهم في الحد من التنقل الطويل إلى المراكز الاستشفائية البعيدة، ويعزز الشعور بالأمان الصحي لدى المواطنين. أما من الناحية الاقتصادية، فالمشروع يشكل فرصة لتشغيل اليد العاملة خلال فترة البناء، كما سيساهم لاحقا في توظيف أطر طبية وإدارية متخصصة، مما ينعش النشاط الاقتصادي بالمدينة ويخلق دينامية جديدة في قطاع الصحة.
إضافة إلى ذلك، يمكن اعتبار المشروع خطوة متقدمة نحو تطوير الخدمات الصحية الجامعية، وهو ما يعكس التزام الدولة بتوفير مستشفيات مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية، قادرة على الاستجابة للتحديات الصحية المتزايدة، بما فيها الأمراض المزمنة والحالات الطارئة.
باختصار، المستشفى الجامعي بالرشيدية ليس مجرد بناء معماري، بل مشروع استراتيجي يترجم رؤية شاملة لتحسين جودة الحياة، وتعزيز العدالة المجالية في الخدمات الصحية، وإحداث نقلة نوعية في قدرة الجهة على تقديم رعاية صحية متقدمة ومتخصصة لسكانها.