بادرت سلطات الرباط الى اطلاق برنامج تدريبي جديد يستهدف سائقي سيارات الاجرة الصغرى من اجل تمكينهم من اساسيات اللغة الانجليزية. هذه الخطوة تندرج ضمن الاستعدادات التي تقوم بها العاصمة لاستقبال تظاهرات كبرى مثل كأس افريقيا للامم سنة 2025 وكأس العالم لكرة القدم سنة 2030 الذي سينظم بشراكة مع اسبانيا والبرتغال
البرنامج لا يقتصر على تعليم اللغة فقط بل يعكس رؤية اوسع تسعى الى تحسين صورة المدينة وتعزيز جاهزيتها لاحتضان زوار من مختلف بقاع العالم. فالقدرة على التواصل بلغة عالمية مثل الانجليزية تسهل تنقل السياح وتمنحهم انطباعا ايجابيا عن مستوى الخدمات المقدمة
و يمكن القول ان هذا التوجه يعكس وعيا متزايدا بأهمية القطاع غير المهيكل في تقديم صورة البلد. فسائق الطاكسي ليس مجرد ناقل بل هو ايضا اول واجهة يلتقي بها السائح عند وصوله، ما يجعله جزءا من التجربة السياحية الشاملة. تمكينه من اللغة الانجليزية يرفع من قيمة خدماته ويعزز من تنافسية القطاع السياحي الوطني
لكن هذه المبادرة تطرح ايضا تحديات مرتبطة بمدى استمراريتها وفعاليتها. فالنجاح لن يتحقق فقط عبر دورات تكوينية قصيرة بل يحتاج الى متابعة والى تحفيزات ملموسة للسائقين حتى يتبنوا المهارات الجديدة ويطبقوها في حياتهم اليومية. كما ان تطوير البنية التحتية وتنظيم القطاع يظل شرطا اساسيا الى جانب التكوين اللغوي
بهذا يمكن اعتبار تدريب سائقي الطاكسيات على الانجليزية خطوة ايجابية تندرج ضمن استراتيجية اشمل تستهدف تعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية ورفع مستوى الجاهزية لاستقبال تظاهرات كروية عالمية
