في البلاطو التحليلي الذي استضافته فيه مجموعة صفروبريس الإعلامية، شدد الأستاذ أحمد الدرداري على أن جلالة الملك اخذ، في خطاب عيد المسيرة الخضراء، المبادرة في ضرورة إحصاء سكان المخيمات وضرورة معالجة الأوضاع اللاانسانية لهؤلاء المحتجزين ، و دعا الى تحرير هؤلاء وبالتالي فالأمم المتحدة تتحمل مسؤوليتها في تحرير الرهائن من المخيمات لأن القبضة الجزائرية وما أدراك ما القبضة الجزائرية، إن لم تتدخل الأمم المتحدة سيظل الناس وقد يزج بهم في السجون وقد يقتلون إن عبروا عن رأيهم وعبروا عن عودتهم بشكل آمن وبشكل سلمي.
ثم بالمناسبة قال الدرداري بأن الصحراء أفضل من عشرات الدول كالجزائر لأنها أصبحت اليوم منصة للتنمية وأصبحت اليوم حاضنة للمشاريع انطلاقا من النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية وانطلاقا من البنية التحتية وانطلاقا من المنشآت والمشاريع التي ينعم بها سكان الأقاليم الجنوبية.
وأردف أن الكل يعلم بالنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية والكل يعلم أن جلالة الملك حفظه الله رسم معالم التقدم لهذه الأقاليم الوطنية حيث أصبحت منصة تحكم نحو افريقيا وأصبحت الآن شرط للشراكة مع أية دولة بحيث انه إن لم تكن دولة تقر بمغربية الصحراء فلن تنال علاقة ولا شراكة مع المغرب. مضيفا أنه بكل تأكيد لما جاءت فرنسا وهي صانعة الحدث وفرنسا وهي محملة بالحقائق و الارشيف، وجاءت فرنسا وهي معتذرة عن علاقات التوتر مع المغرب، جاءت فرنسا وقد قطعت الشك باليقين لتقول امام برلمانيي الامة والعالم على انه لم يبقى خلاف بين فرنسا و المغرب الا ما يتعلق بكرة القدم. بمعنى ان جميع مجالات التعاون أصبحت اليوم مشتركة في كل شيء، ولم يعد هناك تعقيب من طرف فرنسا ولم يعد هناك اعتراض لأن فرنسا علمت جيدا بأن مواقف المغرب مبنية بشكل دقيق ومبنية على اليقين ومبنية على القانون وعلى الوثائق والارشيف وعلى الحجج والأدلة وأن التطور الذي سيحصل من الآن فصاعدا مع فرنسا سيكون بناء على رأي مزدوج وعلى شراكة استراتيجية شأنها في ذلك شأن الولايات المتحدة الأمريكية والكل يعلم أن فرنسا عضو في مجلس الامن وأن الولايات المتحدة الأمريكية أيضا عضو دائم في مجلس الامن، على حد تعبير مصدرنا.
وتابع محدثنا أن بريطانيا ستكون الطريق في القريب لأنه في أفق 2030 لكون المغرب شريك للمملكة المتحدة البريطانية (او انجلترا) بحيث سيمد حوالي 30% من ساكنة بريطانيا بالكهرباء من المغرب، وهناك ايضا مجالات تعاون على ضوئها ستأتي بريطانيا في المستقبل القريب لنسمع ان بريطانيا تعترف رسميا بمغربية الصحراء، لأن هناك “ماكينزي” البريطاني الذي سبق ان قام ببناء منازل في الصحراء في سنة 1884 ولما اراد مغادرة الأقاليم الجنوبية سلّم ملكية المنازل الى السلطان المغربي باعتبار أنها جزء من السيادة المغربية وأنها تعود إلى مالكها الأصلي، إذن هناك الكثير من الارشيف والكثير من الأحداث.
” أنا أقول اليوم ان حدث المسيرة الخضراء في الذكرى 49 هي مناسبة طوى فيها المغرب 99% من ملف الصحراء ولم يبقي الآن إلا المشكل الانساني والمشكل السياسي أي الحكم الذاتي أما المشكل السيادي إنتهى بصفة نهائية، وقد حسمت ذلك فرنسا وانضمت الى الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة الى إسبانيا والمانيا ودول كثيرة … ولاننسى ان إسبانيا كانت موجودة في هذه الأقاليم وان إسبانيا كانت علاقاتها متوترة بينها وبين المغرب، لكن لما منحت المغرب الاعتراف ومنحت التقدير والدعم وتبادلت معه الوثائق والارشيف وايضا الحق في مراقبة سماء الأقاليم الجنوبية، فأصبح المغرب اليوم يمتلك السيادة على الاقاليم جوا وأرضاً وبحرا يعني قانونا وسياسة واقتصادا، بل ان المغرب خطى خطوة جد مهمة لأنه لا يمكنه معها العودة عن المكاسب، ولايمكن العودة عن ما حققه المغرب من مكاسب، بل ان المغرب انطلق نحو لا اللاعودة لكي يثبت للعالم أن المغرب كان دائما في صحرائه، وأن من أراد ان يتحرش بالمغرب فلن ينال إلا الخزي، والخزي للنظام الجزائري لأنه بدلا من أن يبني القدرات داخل الشعب الجزائري وبدلاً من أن يبني شراكة ذات مردودية دخل في صراع الخسران، لكن نحن نتطلع للتشاور مع نظام شمولي فاسد نظام العسكر الذي يتبجح بالأسلحة البيولوجية والباليستية وغيرها، والحرب الحقيقية ليست بالأسلحة بل الحرب بالمبادئ والحرب الأخلاق والحرب بالتطور و بالتنمية وبالذكاء الاصطناعي وليست بالسلاح لأن السلاح غالباً ما يتم تفجيره في اصحابه”، يسترسل الاستاذ الدرداري.