يوسف القاضي
أكد الأستاذ الحو صبري، المحامي والخبير في القانون الدولي، أن مغاربة العالم يشكلون رافعة أساسية للتنمية في مناطق الجنوب الشرقي، في ظل الغياب شبه الكلي للقطاعات الوزارية عن هذه الجهات المهمشة. وأوضح، في مداخلة له؛ خلال ندوة وطنية حول الدبلوماسية الموازية وخدمة القضايا الوطنية، نظمت ضمن فعاليات الملتقى السنوي للجالية المغربية المقيمة بالخارج في نسخته الرابعة، صباح يومه السبت 26 يوليو الجاري؛ “أن الجالية المغربية بالخارج لعبت دورًا حاسمًا في فك العزلة عن العديد من المناطق، من خلال مساهماتهم المباشرة في إدخال وسائل النقل والتواصل الحديثة منذ عقود، كالدراجات النارية والهوائية وسيارات النقل، ما سهّل ربط القرى والمداشر ببعضها، وساهم في تحسين شروط العيش.”
واستعاد المتحدث مشاهد من طفولته في مناطق” الجنوب الشرقي “، حيث لم يُخفِ تأثره العميق بالهدايا الرمزية التي كان يتلقاها الأطفال من أفراد الجالية، كالأقلام والدفاتر، والتي شكّلت حافزًا قويًا لديهم على مواصلة تحصيلهم الدراسي في ظل ظروف قاسية، مطبوعة بالخُصاص والعزلة.
وأشار الحو صبري إلى أن دور مغاربة العالم تطور بشكل لافت، لينتقل من التنمية المحلية إلى لعب أدوار استراتيجية على الساحة الدولية، لاسيما في ما يخص الدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية. ونوّه بالمجهودات التي يبذلها أفراد الجالية في التعريف بقضية الصحراء المغربية داخل بلدان الإقامة، وفي المحافل الدولية، عبر ما يتيحه لهم موقعهم من إمكانيات معرفية ومهنية وشبكات تواصل مؤثرة.
وختم المحامي حديثه بالتأكيد على أن مغاربة العالم يظلون رافعة حقيقية لبناء التنمية والاستقرار في الجنوب الشرقي، وهي المناطق التي جعلت منها الجغرافيا والتاريخ فضاءً معزولاً، لولا تدخلات أبناءها في المهجر، الذين أبوا إلا أن يظلوا أوفياء لجذورهم.
