المغرب

الحلم الأوروبي الذي تحول إلى فخ: سماسرة الأوهام يبتزون شباب بركان وزايو

مرة أخرى، تتحول أحلام الهجرة إلى كوابيس مؤلمة. مجموعة من شباب مدينتي بركان وزايو وجدوا أنفسهم ضحايا نصب واحتيال بعدما باعوا ما يملكون، واقترضوا ما لا يملكون، بحثاً عن مستقبل أفضل في أوروبا. هؤلاء الشباب دفعوا مبالغ ضخمة تصل إلى مئة ألف درهم لسماسرة وعدوهم بعقود عمل قانونية في رومانيا، لكن ما إن وصلوا إلى هناك حتى اكتشفوا الحقيقة المرة.

في الواقع، لم تكن تلك العقود سوى وهم منسوج بخيوط الطمع والجشع. أُجبر الشباب على العمل في ظروف قاسية دون أجر، تحت تهديد الطرد والاعتقال، وعندما قرروا الاعتراض واللجوء إلى السلطات الرومانية، كانت المفاجأة الكبرى: بدلاً من إنصافهم، تم اعتقالهم تمهيداً لترحيلهم إلى المغرب.

قصة هؤلاء الشباب ليست استثناء، بل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المعاناة التي يعيشها الآلاف من أبناء الوطن الذين يطاردون سراب “الحلم الأوروبي”. سماسرة بلا ضمير حولوا طموح الهجرة إلى تجارة مربحة، يبيعون الأوهام بمهارة، ويستغلون هشاشة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشباب العاطل عن العمل.

ورغم تكرار هذه المآسي، ما زال الكثيرون يقعون في الفخ ذاته، مدفوعين بيأسهم من واقع خانق وانسداد في الأفق. وهنا تبرز المسؤولية المزدوجة: أولاً، على الدولة أن تتحرك بصرامة لملاحقة هؤلاء السماسرة الذين يعبثون بمصير الناس دون رادع، وأن تضع حداً لشبكات التزوير والوساطة التي تشتغل في العلن. وثانياً، على المجتمع أن يواجه ثقافة الهروب بأي ثمن، وأن يزرع الوعي بخطورة هذه الطرق الملتوية التي تقود في النهاية إلى المهانة والترحيل.

إن الحلم الأوروبي لم يعد كما كان في مخيلة الشباب، بل صار مرادفاً للمغامرة المجهولة والاستغلال، وربما السجن أو الموت. وما لم تُتخذ إجراءات حقيقية تحمي هؤلاء من براثن السماسرة، سيظل الكثير من أبناء هذا الوطن يسافرون نحو الخديعة… بتذكرة ذهاب بلا عودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى