الحكم الذاتي.. حزب التقدم والاشتراكية يعتبر دعم بريطانيا تحولًا استراتيجيًا ويطالب بإصلاح داخلي يعزز المكاسب الدبلوماسية

في خطوة اعتبرها كثيرون تحولًا استراتيجيًا في ملف الصحراء، عبّر حزب التقدم والاشتراكية عن ارتياحه العميق للدعم الصريح والمُعزّز الذي أعلنته المملكة المتحدة لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، معتبرًا ذلك “منعطفًا حاسمًا” في مسار هذا النزاع الإقليمي.
وفي بلاغ صادر عن اجتماعه الأسبوعي، أكد المكتب السياسي للحزب أن اعتراف دولة كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن، مثل المملكة المتحدة، بالمبادرة المغربية باعتبارها الحل “الأكثر مصداقية وواقعية وقابلية للتطبيق”، يشكل رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي، ويكرس مسارًا جديدًا في تعاطي القوى العالمية مع ملف الصحراء.
ويرى الحزب أن هذا التطور لا يجب النظر إليه بمعزل عن الدينامية القوية التي تعرفها الدبلوماسية المغربية في السنوات الأخيرة، والتي مكنت المملكة من بناء رأسمال دبلوماسي متين، يزداد صلابة في وجه المناورات المعزولة التي تحاول التشويش على مسار التسوية الأممية.
غير أن التقدم والاشتراكية لم يغفل في موقفه التذكير بالحاجة الملحة إلى تقوية الجبهة الداخلية، مؤكدًا أن المكاسب الخارجية لا يمكن أن تحقق أهدافها كاملة دون مواكبتها بإصلاحات سياسية ومؤسساتية تعزز الديمقراطية، وتحارب الفساد، وتوسع هامش الحريات. واعتبر الحزب أن “الربط بين الدفاع عن السيادة الوطنية وتعزيز العدالة الاجتماعية والحكامة الجيدة” هو السبيل الأمثل لترسيخ موقع المغرب على الساحة الدولية.
وفي سياق متصل، وجّه الحزب انتقادات لاذعة لما سماه “المناورات البئيسة والمعزولة”، في إشارة إلى محاولة أخيرة لتغيير صياغة تقرير مجلس الأمن حول الصحراء، والتي اعتبرها دليلاً على ارتباك خصوم المغرب وتراجع موقعهم في المنتظم الدولي. وأشاد الحزب بالموقف المغربي “الحازم والسيادي” في مواجهة هذه التحركات، والذي يعكس، حسب تعبيره، “ثقة متزايدة في النفس ونضجًا في التعاطي مع القضايا المصيرية”.
وفي ختام موقفه، جدد الحزب تأكيده على أن الدفاع عن الوحدة الترابية “ليس حكرًا على تيار دون آخر”، بل هو “قضية جامعة تذوب فيها الخلافات الإيديولوجية أمام أولوية السيادة الوطنية”. وخلص إلى أن تعزيز المصداقية الدولية للمملكة لا ينفصل عن مشروع بناء مغرب ديمقراطي عادل، مشددًا على أن “الربط بين النجاح الخارجي والإصلاح الداخلي هو السبيل لصيانة المكتسبات وفتح آفاق أوسع في معركة الدبلوماسية والسيادة”.