شهدت مدينة الحاجب، في مشهد روحاني مهيب، تنظيم موكب احتفالي ضخم بمناسبة “سلطان الطلبة”، بمشاركة واسعة لطلبة وطفلات مؤسسات التعليم العتيق، الذين جابوا شوارع المدينة بلباسهم التقليدي، مرددين آيات من القرآن الكريم، في لوحة تعبر عن عمق الهوية الدينية والثقافية للمغرب.
الفعالية، التي تزامنت مع شهر محرم، عرفت حضورا متميزا لأطر تعليمية وشيوخ الزوايا القرآنية، إلى جانب ممثلين عن السلطات المحلية والأمنية، مما أضفى على الحدث طابعا رسميا وشعبيا في آن واحد. وقد تم تأمين الموكب بحضور عناصر من الشرطة لتسهيل حركة السير وضمان مرور التظاهرة في ظروف منظمة وآمنة.
وحمل المشاركون صورا تاريخية لرموز وطنية ودينية، في تأكيد على الربط المتين بين حب الوطن وخدمة القرآن، وعلى استمرارية تقاليد مدارس التعليم العتيق التي تعتبر منارات للعلم والتربية الروحية.
الاحتفال بـ”سلطان الطلبة” يعد من الطقوس التراثية العريقة التي تخلد مكانة حفظة كتاب الله، وتعكس احترام المجتمع المغربي لطلبة العلم، خاصة في المناطق التي ما زالت تحافظ على خصوصية التعليم التقليدي الأصيل.
وقد لقي الموكب استحسانا كبيرا من طرف الساكنة، التي خرجت لمتابعة المسيرة وتحية أبنائها وبناتها الذين تزينوا بهندام وقور ووجوه يملؤها نور القرآن، في مشهد يعيد الاعتبار لقيم المحبة، والاحترام، والانتماء الثقافي والديني العميق.
