أقلام حرةالعالمالمغرب

الجالية المغربية بين نار الشوق ولهيب الأسعار: عطلة الصيف تحت ضغط تذاكر السفر”

مع بداية موسم العطلة الصيفية، يجد عدد كبير من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج أنفسهم أمام معضلة متكررة: الارتفاع الكبير في أسعار تذاكر السفر نحو المغرب، الذي يضع عراقيل غير متوقعة أمام رغبتهم في زيارة الأهل والأقارب، وقضاء الإجازة في أحضان الوطن.

في السنوات الأخيرة، أصبح التخطيط للسفر الصيفي بالنسبة لأسر كثيرة مرتبطًا بمتغيرات غير مستقرة، على رأسها التقلب الكبير في أسعار الرحلات الجوية، خصوصًا من دول أوروبا الغربية. هذا الارتفاع، الذي يتزامن غالبًا مع الذروة السنوية لحركة التنقل، يُرغم الكثيرين على مراجعة أولوياتهم أو تأجيل سفرهم إلى حين توفر عروض أقل تكلفة، ما يُحدث نوعًا من الإرباك في تنظيم عطلتهم الأسرية.

عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تتوالى شهادات لأفراد من الجالية عبّروا عن استيائهم من الأسعار المرتفعة، التي يعتبرها كثيرون غير منطقية مقارنة بفترات أخرى من السنة. وتزداد وطأة هذه الإشكالية عندما يتعلق الأمر بعائلات مكونة من عدة أفراد، حيث تصبح كلفة السفر الجماعي عبئًا ثقيلاً على ميزانية الأسرة، خاصة مع متطلبات أخرى ترافق فترة العطلة.

الأمر لا يقتصر على تذاكر الطيران فقط، بل يشمل أيضًا ارتفاعًا عامًا في تكاليف التنقل الداخلي، والإقامات، ومصاريف العيش المؤقت، ما يجعل من الصيف فترة استثنائية ماليًا بالنسبة لمغاربة العالم، الذين يحرصون رغم ذلك على الحفاظ على تقليد العودة السنوية، ولو بثمن أكبر.

في هذا السياق، تلجأ بعض العائلات إلى حلول بديلة، مثل الحجز المسبق بعدة أشهر، أو اختيار مسارات أقل طلبًا، أو حتى التنقل بوسائل أخرى مثل السيارة والعبّارات، رغم ما يتطلبه ذلك من وقت وجهد إضافيين.

ورغم كل التحديات، تظل رغبة أفراد الجالية في لقاء أحبتهم وتجديد الصلة بجذورهم أقوى من الصعوبات الظرفية، وهو ما يجعل من قصص العودة كل صيف عنوانًا كبيرًا لحب لا يشيخ، حتى إن كان ثمنه باهظًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى