
تلقت الجزائر ضربة دبلوماسية جديدة بعدما أعلنت البرتغال، بشكل صريح، دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل جاد وواقعي للنزاع الإقليمي حول الصحراءالمغربية، مؤكدة في الوقت ذاته احترامها التام لسيادة المغرب ووحدته الترابية.
ويأتي هذا الموقف البرتغالي ليعزز المسار المتصاعد لدعم المبادرة المغربية داخل القارة الأوروبية، بعد مواقف مماثلة صادرة عن كل من إسبانيا وألمانيا وهولندا وعدد من الدول الإفريقية والعربية. وهو ما يضع النظام الجزائري في عزلة متزايدة على الصعيد الإقليمي والدولي، في ظل إصراره على دعم جبهة البوليساريو ومواصلة تحركاته المناوئة للمغرب داخل المنتظمات الدولية.
وأكدت وزارة الخارجية البرتغالية في بيان رسمي أن “مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 تشكل قاعدة جدية وذات مصداقية لحل هذا النزاع”، مشددة على التزامها بتعزيز العلاقات مع الرباط في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
ويرى مراقبون أن هذا التطور يوجه ضربة قوية للرواية الدبلوماسية الجزائرية التي باتت تفقد تدريجيا ما تبقى لها من حلفاء تقليديين، مقابل تنامي زخم الاعتراف الدولي بمبادرة المغرب كحل سلمي متوازن يحظى بدعم الأمم المتحدة وعدد من القوى الكبرى.
وفي وقت تتوالى فيه الانتكاسات السياسية والاقتصادية على الجزائر، تزداد ملامح الانعزال الخارجي، خاصة بعد التصعيد الأخير مع دولة مالي، والتوتر المستمر مع فرنسا، والتراجع الحاد في احتياطي النقد الأجنبي.
ويؤكد هذا المشهد أن المؤسسة الحاكمة في الجزائر تجد نفسها اليوم أمام سلسلة من الإخفاقات التي تعكس تخبطا واضحا في إدارتها للملفات الخارجية، مقابل نجاح مغربي في حشد الدعم الدولي وتعزيز حضوره في إفريقيا وأوروبا على حد سواء.