الاسرة الملكية ودورها في الدفاع عن الصحراء المغربية

عندما نتحدث عن مقاومة الاستعمار في المغرب لا يمكن ان نتجاهل الدور الكبير الذي لعبته الاسرة الملكية في توحيد الصفوف وحماية وحدة التراب الوطني. فقد كانت العلاقة بين العرش والشعب منذ البداية علاقة بيعة ووفاء، وهي التي اعطت للمقاومة المغربية شرعية وقوة في مواجهة الاحتلالين الفرنسي والاسباني.
في الصحراء المغربية تحديدا، كان للعرش دور محوري في ربط المنطقة بباقي الاقاليم. فالسلطان مولاي الحسن الاول مثلا اوفد بعثات الى الصحراء لترسيخ السيادة المغربية وتوطيد الروابط مع القبائل. كما لعب السلطان مولاي يوسف دورا بارزا في دعم المقاومة واحتضان قادتها، في وقت كان الاستعمار يسعى الى عزل الصحراء وقطعها عن عمقها المغربي.
وجاء الملك محمد الخامس رحمه الله ليجعل من قضية الوحدة الوطنية قضية مركزية. فقد وقف الى جانب المقاومة واعلن رفضه لسياسة الاستعمار، وارتبط اسمه بعودة الحرية والاستقلال. وكانت زياراته وخطبه تؤكد باستمرار ان الصحراء جزء لا يتجزأ من المغرب، وان الشعب والعرش جسد واحد في مواجهة محاولات التفتيت.
كما واصل الملك الحسن الثاني رحمه الله هذا النهج، فقاد ملحمة المسيرة الخضراء سنة 1975 التي جسدت اعظم تعبير عن وحدة العرش والشعب في استرجاع الصحراء. وكانت تلك اللحظة التاريخية محطة حاسمة في طي صفحة الاستعمار الاسباني، وفي تاكيد ان ارتباط الصحراء بالعرش المغربي ارتباط تاريخي وروحي وسياسي لا يقبل التشكيك.
ان الاسرة الملكية لم تكن مجرد رمز سياسي، بل كانت دائما درعا حاميا للوحدة الوطنية، وملاذا يلتف حوله الشعب المغربي في كل مراحل التاريخ الصعبة. واليوم، ما تزال هذه العلاقة الوثيقة بين العرش والشعب الضمانة الاساسية لحماية الصحراء المغربية ومواجهة كل محاولات النيل من سيادة الوطن.