في ندوة صحفية حظيت بمتابعة واسعة، خرج ادريس الازمي الادريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، ليشن هجوما سياسيا مباشرا على رئيس الحكومة، متهما اياه بتقديم معطيات غير دقيقة بخصوص عدد من الملفات الاجتماعية الحساسة، وعلى رأسها ورش تعميم التغطية الصحية ونسب التمدرس.الازمي، الذي كان يتحدث امام عدد من وسائل الاعلام، عبر عن قلقه مما وصفه بالتفاوت الكبير بين الخطاب الرسمي والتقارير الميدانية، مبرزا ان الارقام التي قدمها رئيس الحكومة خلال الجلسات البرلمانية الاخيرة لا تعكس الواقع الحقيقي، بل تخدم اهدافا سياسية تتعلق بتسويق الانجازات.واوضح ان ورش تعميم التغطية الصحية، رغم اهميته، يعرف عدة اختلالات على مستوى التفعيل، اذ ان فئات واسعة من المواطنين، خاصة في المناطق القروية، لا تزال تواجه صعوبات في الولوج الى الخدمات الصحية، سواء بسبب ضعف البنية التحتية او غياب الموارد البشرية. واضاف ان مجرد تسجيل المواطنين في السجلات لا يعني بالضرورة حصولهم على رعاية طبية فعلية.فيما يتعلق بقطاع التعليم، اكد الازمي ان الحديث عن ارتفاع نسب التمدرس يتناقض مع الواقع اليومي الذي يشهد حالات متكررة للهدر المدرسي، وظروف تعليمية هشة في عدد من المؤسسات، خصوصا بالعالم القروي. ولفت الى ان الحكومة تركز على الارقام المطلقة، بينما تغفل مؤشرات الجودة والانقطاع والانجاز.القيادي في حزب العدالة والتنمية لم يكتف بالنقد، بل دعا الحكومة الى تبني مقاربة واقعية ومسؤولة، ترتكز على الاصغاء لملاحظات الفاعلين الميدانيين، والانفتاح على تقارير المؤسسات الوطنية، بدل التغاضي عن الحقائق او التعامل معها بمنطق التجاهل.كما وجه نداء الى البرلمان من اجل تفعيل اليات المراقبة والمساءلة، مذكرا بان الدستور يمنح المؤسسة التشريعية صلاحيات واضحة لضمان شفافية العمل الحكومي وربط المسؤولية بالمحاسبة.و ضمن الازمي مداخلته بالتشديد على ان المغاربة يستحقون خطابا صادقا، وخدمات اجتماعية فعلية، لا مجرد وعود او شعارات لا تجد طريقها الى الواقع.
