في إنجاز علمي لافت، تمكن فريق بحثي دولي تحت إشراف العالمة المغربية مريم المعتمد من رصد قمر جديد حول كوكب أورانوس، ليرتفع بذلك عدد الأقمار المحيطة بالكوكب إلى تسعة وعشرين. المعتمد، وهي خبيرة في علوم النظام الشمسي بمعهد ساوت ويست للأبحاث، قادت عملية دقيقة اعتمدت على أحدث أدوات الرصد الفضائي.
القمر المكتشف لا يتجاوز قطره عشرة كيلومترات، ما يجعله واحدا من أصغر وأصعب الأجرام التي تم رصدها في مدارات الكوكب. حجمه الضئيل وضعف لمعانه يفسران تأخر اكتشافه رغم التقدم المستمر في تكنولوجيا المراقبة الفلكية.
المعتمد وفريقها استندوا إلى صور التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا، حيث جرى تجميع سلسلة من عشر صور طويلة التعريض خلال الأشهر الأولى من سنة 2025. هذه التقنية مكنت من إبراز تفاصيل دقيقة لم تكن متاحة منذ عقود، حين قدمت بعثة فوياجر 2 أولى الصور المقربة لأورانوس.
يقع القمر على مسافة تناهز ستة وخمسين ألف كيلومتر عن مركز أورانوس، ويتحرك في مدار شبه دائري. وسيتم اعتماد اسم رسمي له بعد مصادقة الاتحاد الفلكي الدولي. الباحثون يعتبرون الاكتشاف دليلا إضافيا على البنية المعقدة لهذا الكوكب الذي يجمع بين الحلقات المميزة وعدد من الأقمار الصغيرة المتناثرة.
هذا العمل يعزز حضور الباحثة المغربية في الساحة العلمية الدولية، ويؤكد مكانة الكفاءات المغربية في ميادين دقيقة مثل علوم الفضاء. كما أنه يكشف عن قدرة أدوات الرصد الحديثة على إماطة اللثام عن أسرار جديدة في أعماق المجموعة الشمسية، ويفتح الباب أمام أسئلة أوسع حول طبيعة الكواكب العملاقة وتاريخ تكوينها.
