في خطوة علمية لافتة، تمكن فريق بحثي من عدة جامعات عالمية من توثيق ثلاثة انواع غير معروفة سابقا من اسماك الحلزون في اعماق المحيط الهادئ قرب سواحل كاليفورنيا.
اعتمد الباحثون في هذه المهمة على غواصات آلية مزودة بكاميرات عالية الدقة، مما اتاح لهم رصد كائنات لم تر من قبل. وتبين ان لهذه الاسماك رؤوسا ضخمة واجساما شفافة هلامية المظهر، بحيث تبدو وكأنها تنتمي الى عالم آخر اشبه بالخيال.
تكمن اهمية هذا الاكتشاف في قدرة تلك الكائنات على البقاء في بيئة بحرية قاسية تحت ضغط يفوق الآلاف من الامثال مقارنة بالسطح، وهو ما يقدم دليلا جديدا على مرونة الكائنات البحرية وتنوع طرق تكيفها مع الظروف القصوى.
ويبرز هذا الانجاز كذلك دور التعاون بين المؤسسات العلمية وتوظيف التكنولوجيا المتطورة للوصول الى اماكن لم تطأها الابحاث من قبل. فقد اعتمدت الدراسة على جمع عينات من عمق تجاوز 4000 متر، ثم اخضاعها لتحليل دقيق باستخدام تقنيات تصوير ثلاثي الابعاد وفحص الحمض النووي لتحديد خصائصها وتمييزها.
اللافت ان اعماق المحيط، التي تشكل نصف مساحة كوكبنا تقريبا، ما زالت تخفي اسرارا لا تحصى، وكل اكتشاف جديد يفتح نافذة على عالم غامض يعج بالدهشة والجمال.
هذا الحدث يؤكد ان رحلة استكشاف البحار لم تصل الى نهايتها بعد، وان كل تقدم بسيط في ادوات البحث قد يقودنا الى ابواب جديدة لفهم اشكال الحياة التي لم نعرفها من قبل.
