فتحت ولاية امن اكادير اليوم الاثنين 15 شتنبر 2025 بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة بغاية الوقوف على جميع التفاصيل المرتبطة بواقعة انتحار ضابط شرطة ممتاز كان قد أقدم في وقت سابق على وضع حد لحياته داخل منزله باستعمال سلاحه الوظيفي
وكانت الحادثة قد هزت حي المحمدي بمدينة اكادير بعدما تم العثور على جثة الضابط الراحل مضرجة بالدماء وتحمل آثار طلقة نارية من المسدس الوظيفي ما خلف حالة من الصدمة والحزن وسط أسرته وزملائه في العمل وكذا ساكنة الحي التي فوجئت بالواقعة المؤلمة
وعلى اثر ذلك باشرت عناصر الشرطة العلمية والتقنية جميع المعاينات الميدانية، حيث جرى تطويق مكان الحادث وإخضاعه للفحص الدقيق مع رفع البصمات وجمع كافة الآثار الجنائية التي يمكن أن تفيد التحقيق، إضافة إلى حجز السلاح الوظيفي وإحالته على الخبرة الباليستية قصد تحديد الظروف التقنية للاستعمال
ويهدف التحقيق المفتوح حاليا إلى التوصل إلى حقيقة الأسباب والدوافع التي قد تكون وراء هذه الخطوة المفاجئة، خصوصا وأن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن الضابط كان يزاول مهامه بشكل عادي ولم يبدُ عليه أي تغير في سلوكه المهني أو الشخصي في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يزيد الغموض حول ما وقع ويجعل فرضية الضغوط النفسية أو المشاكل الخفية مطروحة بقوة
كما ينتظر أن تشمل الأبحاث استماع المحققين إلى أفراد من أسرة الهالك وأصدقائه وزملائه لمعرفة ما إذا كانت هناك مؤشرات سابقة أو ظروف خاصة قد تكون ساهمت في اتخاذه لهذا القرار المأساوي، وذلك إلى جانب دراسة وضعيته الاجتماعية والمهنية بدقة قصد تكوين صورة شاملة تساعد على فهم ملابسات الحادث
ومن المرتقب أن تكشف نتائج الخبرات الطبية والتقنية التي أمرت بها النيابة العامة عن معطيات إضافية من شأنها إلقاء الضوء على هذه الواقعة التي خلفت أسى عميقا في صفوف الجسم الأمني والرأي العام المحلي، خاصة وأن الضابط كان معروفا بانضباطه والتزامه المهني
التحقيقات ما تزال متواصلة إلى حدود الساعة، على أمل التوصل إلى استنتاجات دقيقة تحدد بشكل واضح ملابسات الحادثة وتجيب عن الأسئلة المطروحة لدى المحيطين بالهالك ولدى الرأي العام الذي يتابع الملف عن كثب
