
تعيش الأسرة التعليمية بإقليم تازة على وقع حالة من الغضب والاستياء الشديدين، عقب تعرض أستاذة تشتغل بالثانوية الإعدادية الكندي لاعتداء خطير، مساء يوم الخميس 18 دجنبر الجاري، في حادث أعاد إلى الواجهة إشكالية العنف داخل الوسط المدرسي وغياب شروط السلامة داخل المؤسسات التعليمية.
وحسب بيان استنكاري صادر عن المكتب المحلي لفرع تازة للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (CDT)، فإن الأستاذة تعرضت للهجوم أثناء مزاولتها لواجبها المهني داخل الفصل الدراسي، من طرف شخصين غريبين عن المؤسسة، ما أدى إلى فقدانها الوعي، واستدعى نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات والعلاجات الضرورية.
وأوضح البيان أن هذا الاعتداء خلف حالة من الذعر والهلع في صفوف التلاميذ والأطر التربوية والإدارية، وتسبب في ارتباك واضح داخل المؤسسة وتعطيل السير العادي للعملية التعليمية، في مشهد وصفته النقابة بالمقلق والخطير.
وأضاف المصدر ذاته أن الأستاذة الضحية تعرضت لأضرار نفسية وجسدية خطيرة، نتج عنها إصابتها بذبحة صدرية حادة، مشيرًا إلى أن هذا الاعتداء يأتي في سياق سلسلة من الإهانات والاستفزازات المتكررة التي طالت المؤسسة التعليمية من قبل المعنيين بالأمر، دون اتخاذ إجراءات رادعة كفيلة بوضع حد لهذه السلوكيات.
وفي هذا الإطار، عبّر فرع تازة للنقابة الوطنية للتعليم (CDT) عن تضامنه المطلق واللامشروط مع الأستاذة المعتدى عليها، ومع كافة الأطر التربوية والإدارية بالمؤسسة، مستنكرًا بشدة كل أشكال العنف والاستقواء التي تستهدف نساء ورجال التعليم أثناء أداء مهامهم.
كما حمّل البيان الجهات المعنية مسؤولية ضمان أمن وسلامة الأطر التعليمية، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين فضاء ومحيط المؤسسات التعليمية، وتوفير الظروف الملائمة التي تكفل كرامة العاملين بالقطاع وتحمي حرمة المدرسة العمومية.
وطالبت النقابة المديرية الإقليمية للتعليم بتقديم الدعم اللازم للأستاذة الضحية، والترافع عنها قضائيًا، في خطوة ترمي إلى رد الاعتبار ووضع حد لظاهرة الاعتداءات المتكررة على الأسرة التعليمية. كما دعت كافة الأطر العاملة بالمؤسسة إلى خوض وقفة تضامنية إنذارية، يوم الجمعة 19 دجنبر الجاري، لمدة ساعتين، ابتداءً من الساعة العاشرة والنصف صباحًا، بفضاء المؤسسة، دفاعًا عن حرمتها وصونًا لكرامة العاملين بها.




