في خطوة غير متوقعة، قدّم النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة محمد التويمي بنجلون استقالته من مجلس النواب، معلّلا قراره بـ”رغبته في التفاعل مع أصوات الشباب المحتجّين في الشارع المغربي”، المنتمين لما يُعرف بـ”جيل زد”، الذين يقودون موجة جديدة من الغضب الاجتماعي بعدة مدن.
وفي نص استقالته الموجّهة إلى رئيس مجلس النواب، أوضح بنجلون أن قراره جاء استجابة لمطالب الشباب المغربي التي يرى أنها لم تلق تجاوبا فعليا من الحكومة. وقال إن وجود حزبه داخل الائتلاف الحكومي ألزمَه بالانضباط لقرارات الأغلبية، “حتى عندما تحوّلت بعض مشاريع القوانين إلى مجرد عملية تصويت شكلية لا تعكس إرادة المواطنين ولا نبض الشارع”، وفق تعبيره.
وأضاف النائب المستقيل عن جهة الدار البيضاء أن تحمّل المسؤولية السياسية يقتضي الصدق مع الذات ومع الناس، مشددا على أن استقالته تأتي “كموقف أخلاقي أمام ظرف سياسي واجتماعي دقيق يعيشه المغرب اليوم”.
وتأتي هذه الخطوة وسط أجواء من التوتر الاجتماعي الناتج عن الاحتجاجات الواسعة التي يقودها شباب “جيل زد”، المطالبون بإصلاحات اقتصادية واجتماعية عميقة، وتكافؤ أكبر في الفرص.
يذكر أن هذه ليست أول حالة استقالة بسبب التفاعل مع هذه الموجة الاحتجاجية، إذ سبق لعضو بمجلس جماعة الرباط عن الحزب المغربي الحر أن قدّم استقالته للأسباب نفسها، في ما يبدو أنه مؤشر على تحوّلٍ داخل بعض الأوساط السياسية التي بدأت تلتقط إشارات الشارع وتراجع مواقفها من موقع المسؤولية.
