العالم

ازدواجية الخطاب الجزائري : من ادعاء الوساطة إلى دعم الفوضى

playstore

الجزائر، البلد المعروف بخطابه السياسي المزدوج، يعيد تقديم نفسه كنسخة حديثة من رواية “دكتور جيكل ومستر هايد“. في العلن، يظهر بوجه الوسيط المحترم الملتزم بمبدأ “عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”، بينما في الكواليس تتكشف ممارسات تُثير القلق، تتمثل في التدخلات السرية، دعم الجماعات المسلحة، والمساهمة في زعزعة استقرار دول الجوار، بل وحتى بلدان بعيدة مثل تركيا ومالي.

مالي: وسيط سلام أم داعم للإرهاب؟

sefroupress

تحت غطاء الوساطة في شمال مالي، تُتهم الجزائر بدعم جماعات إرهابية تهدد استقرار البلاد. في أحدث التصريحات، ردت باماكو بشدة على تصريحات وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، الذي قلل من خطورة الجماعات المسلحة ورفض وصفها بالإرهابية، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين البلدين.

بيان وزارة الخارجية المالية لم يكن أقل حدة، حيث وصف الجزائر بأنها تقدم الدعم والمأوى للجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى “أفعالها المبطنة ذات الطابع الأبوي والمتعالي”، ومطالبًا إياها بالتركيز على حل أزماتها الداخلية، بما فيها القضية القبائلية.

تركيا والبعد الجديد للأزمة

على جبهة أخرى، أثار استقبال الجزائر لعناصر انفصالية كردية استياء تركيا. تصريحات قوية من نواب الحزب الحاكم في أنقرة اعتبرت الجزائر شريكًا غير موثوق به، خاصة بعد ظهور صور في مخيمات تندوف تُظهر تعاونًا بين الانفصاليين الأكراد والبوليساريو.

الرد الجزائري جاء عبر بيان للسفير الجزائري في أنقرة، نافيًا الادعاءات، ومكررًا خطاب الجزائر المألوف حول عدم التدخل. لكن تساؤلات جدية تُثار حول كيفية وصول هذه المجموعات إلى تندوف، خاصة مع الإجراءات الصارمة للحصول على تأشيرة لدخول الجزائر.

التوتر مع فرنسا: فصل آخر من الصراع

على صعيد العلاقات الفرنسية الجزائرية، تزايد التوتر بعد دعم باريس لمبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء. كما أثارت قضايا مثل ترحيل مؤثرين جزائريين بسبب خطاب الكراهية وانخراط بعض المساجد في الدعاية السياسية مزيدًا من الجدل.

ترافق ذلك مع استغلال الجالية الجزائرية في فرنسا كأداة للتأثير السياسي، حيث تُتهم الجزائر باستخدام خطاب الضحية والاستعمار لتبرير تصرفاتها على الساحة الدولية، بينما تُظهر سياساتها تناقضًا صارخًا مع ادعاءاتها الرسمية.

السياسة الجزائرية، التي يمكن وصفها بـ”الإستراتيجية المستهلكة لرجل الإطفاء الحارق”، تتجه نحو مزيد من العزلة الإقليمية والدولية. وبين خطاب “دكتور جيكل” العلني ووجه “مستر هايد” الخفي، يتضح أن الجزائر لا تزال تراهن على تصدير أزماتها الداخلية عبر تدخلات خارجية تفتقد إلى المصداقية والمسؤولية.

 

 

playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا