ارتفاع أسعار الدواجن: تعتبر اللحوم البيضاء جزءًا أساسيًا من المائدة المغربية، حيث تُعد الأكثر استهلاكًا نظرًا لأسعارها المناسبة للفئات الفقيرة والمتوسطة مقارنةً باللحوم الحمراء. إلا أن الارتفاع المستمر في أسعار الدواجن يثير مخاوف كبيرة حول تأثيراته على المستهلكين، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تشهد زيادة ملحوظة في أسعار مجموعة من المواد الغذائية الأساسية.
عرض الدواجن يشهد ضعفًا كبيرًا مقارنة بالطلب المتزايد، خاصة في المناسبات والمواسم مثل شهر رمضان والأعياد. ومع ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والأسماك، لجأ المواطن المغربي إلى الدواجن كبديل رئيسي للبروتين الحيواني. كما أن تراجع القدرة الشرائية للمواطنين بسبب التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة ساهم في زيادة الطلب واختيار الدواجن كخيار اقتصادي نسبيًا مقارنةً باللحوم الأخرى.”
العرض لم يشهد نموًا مماثلًا بسبب عدة عوامل اقتصادية، منها ارتفاع أسعار الأعلاف التي تُشكل النسبة الأكبر من تكلفة إنتاج الدواجن. وأي زيادة في أسعار الأعلاف تؤدي مباشرةً إلى رفع تكاليف الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء يزيد من كلفة تشغيل المزارع ونقل المنتجات الحيوانية.”
تعدد الوسطاء التجاريين في قطاع الدواجن يُعد أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في ارتفاع الأسعار. فمع تزايد عدد الوسطاء بين المنتجين والمستهلكين، يزداد هامش الربح الذي يتقاضاه كل وسيط، مما يزيد من تكلفة المنتج النهائي للمستهلك.”
وللتصدي لهذه التحديات وضمان استقرار الأسعار، من الضروري وضع آليات رقابية فعّالة للحد من دور الوسطاء المبالغ فيه وضمان شفافية الأسعار. كما ينبغي تعزيز الاستثمارات في قطاع الدواجن، سواء كانت استثمارات وطنية أو أجنبية. ويمكن للحكومة توفير حوافز ضريبية ومالية للمستثمرين في هذا القطاع.”
في إطار جهودها لمواجهة ارتفاع الأسعار وضمان تلبية الطلب المتزايد، عمل المغرب على زيادة وارداته من الدواجن والبيض، مع استمرار ارتفاع الأسعار نتيجة الطلب المتزايد. وأفادت الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن، خلال لقاء جمع مهنيي القطاع بوزير الفلاحة أحمد البواري نهاية الأسبوع المنصرم، بأن واردات أمهات الكتاكيت بمختلف أنواعها شهدت زيادات مهمة. فقد ارتفعت واردات أمهات الكتاكيت صنف اللحم بنسبة 14%، وأمهات الكتاكيت صنف الديك الرومي بنسبة 4%. في حين شهدت واردات كتاكيت الديك الرومي زيادة كبيرة بنسبة 196%. كما أظهرت البيانات أن الإنتاج الوطني من الدواجن بلغ 391 مليون كتكوت في عام 2024، بزيادة قدرها 5%.
تؤكد هذه الأرقام على التحديات التي يواجهها قطاع الدواجن في المغرب، حيث يسعى المربون والمنتجون إلى تلبية الطلب المتزايد مع مواجهة ارتفاع التكاليف. وتُبرز الحاجة إلى تبني سياسات فعّالة تدعم القطاع وتعزز من استدامته، لضمان توفير لحوم الدواجن وبيض الاستهلاك بأسعار معقولة للمستهلكين، خاصةً في الفترات الحرجة مثل شهر رمضان والأعياد.
