اختبار دم مبتكر قد يغير مسار تشخيص السرطان

يشهد مجال الطب تقدما لافتا مع ابتكار وسيلة جديدة للكشف المبكر عن السرطان، حيث تمكن هذه التقنية من رصد مؤشرات المرض قبل ظهوره بما يقارب عشر سنوات من الحاجة الفعلية للعلاج، وهو ما يفتح الباب واسعا أمام فرص الشفاء وزيادة نسب النجاة.
هذا الإنجاز جاء نتيجة تعاون بين فرق علمية من أوروبا والولايات المتحدة، حيث طور الباحثون فحص دم بسيط يعتمد على تتبع أنماط خاصة في الحمض النووي تعرف بتغيرات “الميثيليشن”. هذه التغيرات تمثل خريطة دقيقة لتاريخ الخلايا السرطانية، كما لو كانت بصمة تحكي القصة الكاملة لتطور الورم داخل الجسم.
الأهم من ذلك أن العلماء ابتكروا خوارزمية متطورة تستطيع تحديد سرعة تطور الورم، ما إذا كان سيتقدم بسرعة كبيرة أو ببطء شديد. هذه المعلومة تتيح للأطباء اتخاذ القرار الأمثل، سواء ببدء العلاج بشكل عاجل أو الاكتفاء بمتابعة طويلة المدى دون تدخل فوري.
هذا التوجه يخفف من قلق المرضى وعائلاتهم، لأنهم يحصلون على صورة أوضح عن وضعهم الصحي، بينما يساعد الأطباء على التخطيط لعلاج أكثر دقة وفعالية يتناسب مع كل حالة على حدة.
الميزة الإضافية لهذه التقنية أنها تعتمد على تحاليل متوافرة بالفعل في المختبرات الطبية، وليست مرتفعة التكلفة، مما يجعل تطبيقها ممكنا على نطاق واسع وفي معظم المراكز الصحية.
الخطوة القادمة التي يعمل عليها العلماء هي إجراء تجارب أوسع على شرائح أكبر من المرضى، وتطبيق الفحص بشكل عملي في عيادات الأورام لمتابعة فعاليته في الواقع.
إن ما تحقق اليوم يعكس أملا جديدا في الحرب ضد السرطان، حيث تصبح عملية الكشف المبكر أكثر دقة وسهولة، ويغدو التخطيط للعلاج أكثر وضوحا، وهو ما يعني مستقبلا أكثر اطمئنانا للمرضى وأسرهم.




