بعد انقطاع لمدة ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا بالإضافة لتأجيله سنة 2023 بسبب التأخر في التنظيم ، تقرر أخيرا الاحتفال بمأوية مهرجان حب الملوك من 6 الى 9 يونيو 2024 ، وهذا قرار ايجابي لولا الظروف المحلية والوطنية والدولية التي رافقت تنظيم هذه الدورة الذهبية ، فعلى الصعيد الدولي هناك المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على يد الكيان الصهيوني ، ووطنيا لم يتجاوز المغرب سنة على فاجعة زلزال الحوز ، وعلى الصعيد المحلي هناك عدم نجاعة المجلس الجماعي في تدبير عدد من قضايا الشأن المحلي وفي مقدمتها الشأن الثقافي والبيئي والذي كان موضوع بيان اصدره الائتلاف بتاريخ 22/04/2024 ومن ضمن ما تضمنه :” غياب الديموقراطية التشاركية بجماعة صفرو جعلت المجلس يتعامل باستخفاف مع المجتمع المدني ويمارس سياسة الاقصاء الممنهج وسط غياب شبه تام للجنة المساوات وتكافؤ الفرص ، وكان من نتائج هذه الممارسات تخبط المجلس في تدبير مهرجان حب الملوك رغم تطوع كفاءات من أبناء المدينة … ، وما زاد الطين بلة تفويت تدبير المهرجان والمعهد البلدي الموسيقي لوزارة الثقافة في ضرب صارخ للامركزية ، في وقت تتجه فيه السياسات العمومية للدولة نحو الجهوية الموسعة فإذا بمجلسنا الموقر يساهم في تكريس المركزية في قطاعان ثقافيان حيويان “.
وهكذا فقد صدقت توقعاتنا حيث انه وبمجرد الاطلاع على برنامج المهرجان بوسائل الاعلام ، تأكد ان محتوى هذا البرنامج لا يرقى بتاتا لحدث الاحتفال بالمئوية ، وهذا سببه بالأساس تغييب المجتمع المدني كفاعل رئيسي في تدبير المهرجان من جهة وغياب أو تغييب الاطر الكفئة بالمجلس الجماعي ، وهكذا ثم حذف فقرة رئيسية بالبرنامج وهي موكب المشاعل والتي كانت تنظم من طرف الجمعيات الكشفية والتربوية بالإضافة الى ندرة الانشطة الموازية الثقافية منها والرياضية والمنظمة في اغلبها من طرف جمعيات المجتمع المدني ، مع التركيز على السهرات الموسيقية رغم انها مجرد فقرة ثانوية في عرف المهرجان ، بالإضافة الى ان موكب ملكة حب الملوك لم يتم تهيئته محليا وبالتالي ستغيب عنه فقرات اصبحت مع مرور الدورات ثرات محلي يجب الحفاظ عليه ، أما اكبر فقرة تغيب عن فعاليات المهرجان فهي فضاء الالعاب والمعرض التجاري والذي ظل على مر السنين فضاء للتسوق من طرف الساكنة المحلية والزوار والاجهاز عليه سيحرم الجماعة من مداخيل مهمة كما ان الغائه يسير في اتجاه ضرب النشاط التجاري المحلي بعد ان ثم تهميش السوق الاسبوعي ، وهذا ما سوف يسبب فوضى عارمة للباعة المتجولين القادمين من مختلف مدن المملكة وقد بدأت اولى ارهاصاته بعدد من شوارع المدينة .
وفي هذا الإطار وانطلاقا من الأدوار الدستورية التي تضطلع بها جمعيات المجتمع المدني انطلاقا من دستور 2011 ، فإننا كإطار للتنسيق بين جمعيات المجتمع المدني ومن أجل تفعيل دورنا الترافعي نعلن للرأي العام المحلي والوطني :
- نطالب بتراجع المجلس الجماعي عن كل القرارات الاقصائية ضد المجتمع المدني وفتح حوار شفاف مع جميع الجمعيات الجادة وعدم الاقتصار على الجمعية المقربة ” ومن يدور في فلكها ” والتي اصبحت تقوم مقام الجماعة في الكثير من الانشطة والاشغال .
- مراجعة المجلس الجماعي لقرار تفويت تسيير المعهد الموسيقي وتدبير مهرجان حب الملوك لوزارة الثقافة وبالمقابل نطالب بأن يكون تدبير هادين المرفقين في اطار شراكة ثلاثية بين الجماعة ووزارة الثقافة والمجتمع المدني الجاد تحت اشراف السلطات المحلية والاقليمية مع العلم أن مشاركة الساكنة والمجتمع المدني في المهرجان كانت من بين الاسس التي ثم من خلالها تصنيف المهرجان من طرف اليونيسكو كثرات إنساني لامادي.
- نعلن اننا كمجتمع مدني غير معنيين بمهرجان حب الملوك في دورته المائوية للأسباب السالفة الذكر .