شهدت الداخلة افتتاح الدورة الخامسة عشرة للمعرض الجهوي للكتاب والنشر، في مبادرة تنظمها المديرية الجهوية للثقافة بجهة الداخلة وادي الذهب. هذا الحدث لم يعد مجرد مناسبة لتقديم أحدث الإصدارات الأدبية والفكرية، بل أصبح منصة للنقاش والتحليل والتفاعل بين الكتّاب ودور النشر والقراء، وهو ما يبرز الدور الحيوي للمعارض في تشجيع الثقافة وتعزيز الوعي المجتمعي.
يكتسب المعرض أهميته ليس فقط من كونه فضاء للعرض والبيع، بل من كونه وسيلة لفتح حوار حول القضايا الفكرية والثقافية في المنطقة. فهو يسمح للقراء بالاطلاع على اتجاهات الأدب المعاصر، ويساهم في تحفيز النقاش حول الهوية الثقافية المحلية ومدى التفاعل مع التطورات الأدبية على المستوى الوطني والدولي.
و يعكس المعرض الجهود المبذولة لترسيخ ثقافة القراءة في صفوف مختلف الفئات، خاصة الشباب، الذين يمثلون شريحة أساسية في عملية نشر المعرفة وبناء مجتمع مثقف. كما يبرز المعرض الدور الرمزي للثقافة في التنمية المستدامة للجهات النائية، حيث يشكل جسرا بين المدن الكبرى والمناطق الجنوبية، ويخلق فرصا للتبادل الثقافي والفكري.
بالاضافة الى ذلك، فإن حضور دور النشر والكتّاب المحليين يعزز من فكرة دعم الإبداع المحلي وتمكينه من منافسة المشهد الأدبي الوطني. وهذا يسلط الضوء على أهمية الاستمرارية في تنظيم مثل هذه الفعاليات، باعتبارها محفزا للتفكير النقدي ولإنتاج محتوى ثقافي متنوع يمكن أن يساهم في تكوين وعي جماعي متقدم.
في المجمل، يمكن اعتبار المعرض الجهوي للكتاب بالداخلة أكثر من مجرد حدث سنوي، بل تجربة ثقافية شاملة تسعى لتعميق ارتباط المجتمع بالقراءة والمعرفة، وتعزيز مكانة الجهة على الخارطة الثقافية الوطنية، مع التركيز على نشر الوعي الفكري وتحفيز روح البحث والاستقصاء لدى القراء الصغار والكبار على حد سواء.
