أثارت صحيفة فوكس ميديتيرانو الإيطالية نقاشا واسعا بعدما دعت حكومة بلادها إلى إعادة ترتيب بوصلتها الدبلوماسية تجاه المغرب، عبر دعم مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية المغربية والتخلص مما وصفته بـ “القيود الموروثة عن العلاقة التقليدية مع الجزائر”.
التقرير استحضر تصريحات نائب الرئيس الاسبق لجنوب افريقيا، جاكوب زوما، الذي شدد خلال مؤتمر بغانا على أن بلاده تؤيد مبادرة المغرب باعتبارها خطوة جريئة تسهم في ترسيخ الاستقرار وتكسر نمط الدبلوماسية القديمة في إفريقيا. غير أن الصحيفة نفسها لفتت إلى أن الموقف الإيطالي مازال مترددا، بفعل رهانه الكبير على الغاز الجزائري.
وفي تعليقها، سجلت الصحيفة أن الاستمرار في ربط العلاقات الإستراتيجية بإمدادات الطاقة من الجزائر، يشكل “رضوخا مكلفا” يتجاهل الدور المتنامي للمغرب كشريك اقتصادي وتنموي صاعد في القارة، بفضل مشاريعه في البنية التحتية والتكنولوجيا والطاقات المتجددة.
وأضافت أن الجزائر بدورها تواصل الارتماء يمينا ويسارا، وتعرض ثروات شعبها في مزاد علني مقابل عرقلة الوحدة الترابية للمغرب، في وقت يحتاج فيه شمال إفريقيا إلى شراكات متوازنة تعزز التنمية المشتركة وتستجيب لتحديات المستقبل.
واختتمت الصحيفة الإيطالية تقريرها بالتأكيد على أن روما مطالبة اليوم بمراجعة خياراتها الخارجية، والخروج من دائرة التبعية الطاقية للجزائر، والعمل على بناء تحالف أكثر انسجاما مع المغرب، بما يضمن الاستقرار والتعاون التنموي المستدام داخل القارة الإفريقية.
