إقليم صفرو : حين تتحول المنتزهات إلى مزابل صيفية

انتهى موسم الاصطياف بإقليم صفرو مع نهاية شهر غشت، وغادر الزوار منابع المياه والمناطق الرطبة ، بعد أن استمتعوا بجمالية الطبيعة وبنسمات باردة وهواء نقي ولحظات استجمام لا تنسى ، لكنهم ” ويا للأسف ” تركوا خلفهم أكوام من النفايات ، في مشهد يعكس أزمة سلوك بيئي يتكرر كل سنة ، وكأن الطبيعة مكان للاستجمام والتلويث .
المشهد لا يخص الإقليم وحده ، بل هو مرآة لواقع وطني تتكرر تفاصيله في كل ربوع المملكة المغربية ، وهنا نكتشف أن حديثنا عن السياحة المستدامة والوعي البيئي ما يزال مجرد شعارات جميلة تصطدم بواقع بئيس .
المؤلم في الظاهرة أنها تعكس فجوة عميقة بين ما نطمح إليه كمجتمع حديث ومتمدن، وما نمارسه يوميا من سلوكات بدائية ، فذلك يعني ببساطة أننا نحتاج إلى “سنوات ضوئية” كي نلتحق بركب التحضر.
لكن هل يكفي أن نلقي اللوم على المواطن وحده ؟ بالتأكيد لا ، فالوعي الفردي لن ينمو في الفراغ ، بل يحتاج إلى مدرسة تعلم السلوك المدني، وإلى سياسات عمومية تحول البيئة إلى أولوية ، وليس مجرد ملحق تزييني في الخطب الخشبية ، فالكرة أولا في ملعب الدولة التي تستطيع أن تضع آليات زجرية وتحفيزية في آن واحد ، ثم يأتي دور المجتمع المدني الجاد ، القادر على تحويل الحملات الموسمية إلى حركة مواطنة دائمة .
فالإقليم بما يزخر به من مؤهلات طبيعية ، ليس مجرد فضاء للاستجمام فحسب، بل هو ثروة وطنية ، وتلويثه جريمة في حق الأجيال المقبلة ، قبل أن يكون تقصيرا في حق الحاضر، فهل نحتاج فعلا إلى انتظار معجزة لنتعلم كيف نحمل نفاياتنا معنا بعد رحلة اصطياف قصيرة ؟ أم أن الوقت لم يحن بعد لنتوقف عن التهرب من مسؤولياتنا الفردية والجماعية ؟
إقليم صفرو اليوم أمام مفترق طرق: إما أن يكون نموذجا بيئيا يحتذى به، أو أن تتحول منتجعاته إلى مجرد “مزبلة صيفية” جديدة تضاف إلى القائمة الوطنية الطويلة ، الخيار بين أيدينا جميعا، والتاريخ لن يسامحنا على تقاعسنا .
وهكذا وفي انتظار حدوث معجزة بيئية في الوعي المجتمعي نوجه نداء عاجل لجميع المتدخلين المؤسساتيين وجمعيات المجتمع المدني من أجل القيام بحملات بيئية مستعجلة في الفضاءات الآتية :
1ـ سد علال الفاسي
2- ضفاف وادي اكاي من المنابع بعين غازي الى غاية حديقة القناطر الخيرية
3ـ عوينة الركراك و المزدغة دالجرف
4- ضاية الأميرة
5ـ ضاية ايفر
6- واد زلول
7- وادي سبو وعلى الخصوص : عين سبو وعين تيمدرين ومحيط قنطرة وادي سبو بين المنزل وصفرو .
عبد الحق غاندي رئيس الإئتلاف المحلي من أجل البيئة والتنمية المستدامة بصفرو