أمينة اوسعيد
تختلف قصص التحرش التي نسمعها على لسان النساء التي يكن ضحايا لهذا التصرف اللاأخلاقي. وقد ذهب المشرع المغربي إلى حد تجريم هذا الفعل الشنيع وسن عقوبات سجنية وغرامات مالية في حق المتحرشين الرجال. لكن رغم وجود هذا القانون فإنه يضل غير رادع وتبقى صعوبة الإثبات من بين أكبر المعيقات في تنفيذ قانون التحرش. وشكلت هذه ظاهرة طابوها مغلقا لا يتجرأ أي شخص الاقتراب منه أو فتح باب النقاش في موضوع التحرش خوفا من الفضيحة أو سهام الاتهام التي توجه للمرأة كونها هي المسؤولة عن تحرش الآخرين بها نتيجة لباسها الفاضح أو تصرفها العفوي الذي قد يصدر منها في موقف معين.
كما أصبحت ظاهرة التحرش في مدينة صفرو تعرف تزايدا مضطردا خلال الفترة الأخيرة وقد تم تقديم العديد من الشكايات في هذا الصدد من طرف الضحايا والتي تروج حاليا بالمحكمة الابتدائية بصفرو. حيث ينتشر المتحرشون في كل مكان وتصرفاتهم تختلف بين الهمس واللمس. فهناك من يكتفي بحفنة كلمات مستهلكة ينطقها كلما رأى جسما متحركا يمر أمامه. وهناك من يتجرأ على التطاول والذهاب إلى أبعد من الكلام. وتشكل الطريق المؤدية لمحطة طاكسيات فاس بساحة باب المقام نقطة تجمع المتحرشين مساء بسياراتهم المركونة على طول الشارع يتربصون بضحاياهم خلف ستار الظلام. فلا تكاد أي ما امرأة تمر من هناك إلى ورمى لها أحدهم كلمة وقحة تتعثر فيها كرامتها كأنثى. بالإضافة إلى تواجد هذه العينة في أماكن أخرى.
لكن قد يحدث العكس في بعض الأحيان وتقلب الأدوار فتتحرش المرأة بالرجل. ولا داعي للاستغراب، فامرأة عزيز مصر تحرشت بنبي الله يوسف ورفضه لها كلفه سنين من حياته في السجن. متحرشات اليوم لا تختلف طريقتهن كثيرا عن الرجال. فهناك من تستغل جسمها طعما للإيقاع بضحاياها وهناك من تتجرأ بكلمات الغزل فقط للتحرش بالرجل.
يقول أمين وهو تاجر يمتلك محلا لبيع ملابس النساء أنه تعرض للتحرش من طرف زبونة كانت تتردد على محله كثيرا. وكانت كل مرة تلمح له بالكلام عن مدى إعجابها به رغم كونها امرأة متزوجة وأم لثلاثة أطفال لكن في إحدى المرات تجرأت على فعل مشين. وخوفا من أن تقلب عليه الطاولة وتصبح هي الضحية اكتفى بطردها من محله في هدوء.
وفي نفس السياق يقول آخر أنه يتعرض لمضايقات يومية من زميلة له في العمل. فهي لا تفوت أي فرصة لتتلفظ بكلمات الغزل للإيقاع به في حبالها. لحد الأن لا يوجد قانون يحمي الرجال من النساء المتحرشات. ولا جمعيات من المجتمع المدني للدفاع عن الرجال ضحايا التحرش النسائي. وكما ظهرت جمعية لمناهضة العنف ضد الرجال في مكناس قد نرى مستقبلا جمعيات لمحاربة التحرش ضد الرجال.
