أمطار غزيرة تخلف كارثة إنسانية في باكستان

شهدت مناطق شمال باكستان خلال اليومين الأخيرين موجة أمطار غزيرة تحولت إلى فيضانات جارفة، أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. آخر حصيلة أعلنتها السلطات تشير إلى مقتل ما يزيد عن 320 شخصا في ظرف 48 ساعة، لترتفع حصيلة الموسم المطري منذ أواخر يونيو إلى أكثر من 600 وفاة، في مشهد يعكس حجم الاستثناء المناخي الذي يعيشه البلد.
أكبر عدد من الضحايا سجل في ولاية خيبر بختونخوا القريبة من الحدود الأفغانية، حيث جرفت السيول عشرات المنازل وأغرقت مساحات واسعة من الأراضي. هيئة إدارة الكوارث المحلية أكدت أن عمليات البحث والإنقاذ ما زالت مستمرة لانتشال الجثث المدفونة تحت الركام، في وقت تتزايد فيه المخاوف من ارتفاع جديد في عدد الوفيات.
ما يحدث في باكستان ليس مجرد تقلب مناخي عابر، بل هو مؤشر واضح على هشاشة البنية التحتية أمام التغيرات المناخية المتسارعة. البلد الذي يضم تضاريس جبلية وريفية واسعة يعاني من غياب خطط وقائية قوية لمواجهة السيول. وبالنظر إلى تكرار الكوارث الطبيعية في السنوات الأخيرة، تبدو الحاجة ملحة إلى إعادة هيكلة منظومة التدبير المائي والإغاثي.
كما أن حجم الخسائر البشرية يطرح أسئلة حول استعداد الدولة لتعبئة الموارد في الوقت المناسب، وحول ضعف التنسيق بين السلطات المحلية والمركزية. في المقابل، تبرز دعوات لتكثيف التعاون الدولي، سواء عبر المساعدات الإنسانية العاجلة أو عبر دعم خطط طويلة الأمد لمواجهة تداعيات التغير المناخي.