أفعال إجرامية على سكك القطارات تهدد أرواح المئات

في مشهد صادم كاد أن ينتهي بكارثة إنسانية، نجا ركاب قطار يربط بين مراكش وطنجة من حادث مروع بعد أن تم رصد عوائق حجرية وُضعت عمدا على السكة الحديدية، في فعل إجرامي لا يمكن وصفه سوى بمحاولة قتل جماعية مقنعة.
الواقعة التي استنفرت مصالح الأمن والدرك الملكي، كشفت حجم التهور واللامسؤولية التي أصبحت ترافق بعض التصرفات الإجرامية، والتي لا تكتفي بسرقة ممتلكات أو تخريب منشآت، بل تتعداها إلى استهداف مباشر لحياة المواطنين.
مثل هذه الأفعال لا تندرج ضمن مجرد شغب عابر أو تهور طائش، بل تلامس حدود الإرهاب المجتمعي، لأنها تستهدف بنية حيوية وتنقل المئات من الركاب يوميا، بمن فيهم أطفال وطلبة وعائلات كاملة.
أين الوعي؟ أين الردع؟ هل أصبح استهداف القطارات عملا عاديا في نظر من يخططون لمثل هذه الجرائم؟ وهل سننتظر وقوع فاجعة حتى نتحرك بصرامة؟
الخط السككي ليس مجالا للعب أو العبث، والمسؤولية تقع على الجميع: سلطات، مجتمع، ومؤسسات تربوية. لا بد من حملات توعية واسعة، وتشديد العقوبات على كل من يتورط في تعريض الأرواح للخطر.
إن الحفاظ على سلامة النقل السككي لا يتحقق فقط بالتجهيزات والبنية التحتية، بل يبدأ أولا من ترسيخ ثقافة احترام المرفق العمومي، ورفض كل فعل يعرض حياة الآخرين للخطر.