”أسود الأطلس” في مواجهة السامبا مجدداً.. قراءة تقنية في مجموعة “الحقيقة” بمونديال أمريكا 2026

صفروبريس – رياضة
وضعت قرعة كأس العالم 2026، التي جرت أطوارها قبل قليل بالعاصمة الأمريكية واشنطن، المنتخب الوطني المغربي في اختبار حقيقي لـ “شخصية البطل”. المجموعة التي ضمت إلى جانب أسود الأطلس كلاً من البرازيل، إسكتلندا، وهايتي، لا تقبل القسمة على اثنين، وتعد بالكثير من الإثارة والندية.
نحن لم نعد ذلك المنتخب الذي يخشى الكبار، بل دخلنا القرعة ونحن رابع العالم، لكن التواضع والحيطة واجبان أمام هذه التوليفة المعقدة.
البرازيل.. نزال “تكسير العظام” ورد الاعتبار
بلا شك، المواجهة مع “السيليساو” ستكون عنوان هذه المجموعة. إنه لقاء يحمل طابع “الكلاسيكو العالمي”. تاريخياً، لا يزال الجمهور المغربي يتذكر مرارة هزيمة مونديال 1998، لكن الواقع اليوم تغير جذرياً.
المنتخب المغربي يدخل هذه المباراة بأسبقية معنوية بعد فوزه الودي التاريخي في طنجة (2-1). البرازيل ستبحث عن الثأر واستعادة الهيبة، بينما سيبحث وليد الركراكي عن تكريس العقدة. تقنياً، ستكون مباراة مفتوحة، ولمن يمتلك وسط ميدان أقوى. فزملاء أشرف حكيمي مطالبون بإغلاق المنافذ أمام مهارات فينيسيوس ورودريغو، واستغلال المساحات في ظهر الدفاع البرازيلي الذي غالباً ما يتقدم للهجوم.
إسكتلندا.. “الفخ” الأوروبي
إذا كانت البرازيل هي “الواجهة”، فإن إسكتلندا هي “المطب”. الكرة الإسكتلندية تعتمد على الاندفاع البدني الهائل، والكرات العالية، والانضباط التكتيكي الصارم (Kick and Rush بأسلوب حديث).
هذا النوع من المنتخبات (على غرار أسلوب إيرلندا أو ويلز) لطالما شكل صعوبات لأسود الأطلس الذين يفضلون اللعب الأرضي. مفتاح الفوز هنا سيكون في “الذكاء التكتيكي” وعدم الانجرار وراء الصراعات البدنية، والتركيز على الاختراق من الأطراف لفك شفرة التكتل الدفاعي المتوقع للكتيبة الإسكتلندية.
هايتي.. المجهول القادم من الكاريبي
الحذار ثم الحذار من منتخب هايتي. قد يبدو على الورق الحلقة الأضعف، لكنه سيلعب في أمريكا وكأنه على أرضه وبين جماهيره (نظراً للجالية الكبيرة). الكرة في هايتي تعتمد على السرعة الخاطفة والمهارة الفطرية والعشوائية المنظمة.
المنتخبات الكاريبية تلعب بدون مركبات نقص، وأي تهاون أو استصغار قد يكلفنا غالياً. المباراة ضد هايتي يجب أن تكون “مباراة النقاط الثلاث” ولا شيء غير ذلك، لحسم التأهل مبكراً.




