واشنطن ترصد 50 مليون دولار للقبض على مادورو وفنزويلا ترد باتهامها بحملة تشويه سياسية

في خطوة جديدة من شأنها زيادة حدة التوتر بين واشنطن وكاراكاس، أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة مالية ضخمة تصل إلى 50 مليون دولار، ستمنح لأي جهة تقود إلى القبض على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. هذه الخطوة اعتبرتها الإدارة الأمريكية جزءا من جهودها لمكافحة ما تصفه بشبكات تهريب المخدرات العابرة للحدود، والتي تزعم أن مادورو يقودها بالتعاون مع جماعات مسلحة خارج إطار القانون، متورطة في تمرير شحنات غير مشروعة تتضمن مواد قاتلة إلى داخل الأراضي الأمريكية.
واشنطن أشارت في بيانها إلى أن القضية لا تقتصر على تهريب المخدرات، بل تشمل أيضا استخدام نفوذ سياسي وعسكري لحماية هذه الشبكات، وإقامة علاقات مع مجموعات مسلحة في دول أخرى، مما يشكل خطرا على الأمن الإقليمي والدولي. وأوضحت أن الأدلة التي تملكها كافية لدعم هذه الاتهامات، وأن المكافأة تهدف إلى تشجيع التعاون الدولي للوصول إلى مادورو وتقديمه للعدالة.
في المقابل، رفضت الحكومة الفنزويلية هذه المزاعم بشكل قاطع، وجاء الرد من وزيرة الإعلام ديلسي رودريغيز التي وصفت الخطوة الأمريكية بأنها “يائسة” وتعكس فشل السياسة الخارجية لواشنطن في إسقاط الحكومة الفنزويلية عبر العقوبات والحصار الاقتصادي. وأضافت أن الإعلان الأمريكي ما هو إلا امتداد لحملة دعائية منظمة لتشويه صورة الرئيس مادورو، بهدف تقويض شرعيته أمام الرأي العام المحلي والدولي.
كاراكاس أكدت أن ما يجري هو جزء من صراع أوسع على الموارد الاستراتيجية التي تمتلكها فنزويلا، وفي مقدمتها النفط والغاز، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تحاول استغلال ملفات مثل مكافحة المخدرات كغطاء لتحقيق أهدافها الجيوسياسية في المنطقة. كما لفتت إلى أن هذه الاتهامات تأتي في وقت حساس يشهد فيه العالم إعادة تشكيل موازين القوى، مما يزيد من حدة التنافس الدولي على النفوذ في أمريكا اللاتينية.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تنذر بمزيد من التصعيد في العلاقات بين البلدين، خصوصا أن فنزويلا ما تزال تحت عقوبات اقتصادية مشددة فرضتها واشنطن خلال السنوات الماضية، وهو ما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي وزيادة عزلة البلاد على الساحة الدولية. ويرجح أن تستخدم الولايات المتحدة هذا الملف كورقة ضغط إضافية، بينما ستسعى كاراكاس إلى حشد الدعم من حلفائها في أمريكا الجنوبية ومن شركاء استراتيجيين مثل روسيا والصين لمواجهة الضغوط الأمريكية.
في ضوء هذه المستجدات، تبدو الأزمة بين واشنطن وكاراكاس مرشحة لمزيد من التعقيد، في وقت يترقب فيه المجتمع الدولي تأثير هذه المواجهة على استقرار المنطقة، خاصة في ظل ارتباطها المباشر بالصراع على الموارد والنفوذ في القارة اللاتينية.




