هل يليق إدماج “الهيب هوب” في مدارس تعاني من الاكتظاظ؟

قرار وزير التربية الوطنية إدماج “الهيب هوب” و”البريكينغ” في المؤسسات التعليمية يثير الكثير من الجدل والتساؤلات. ففي ظل واقع تعليمي مأزوم، تعاني فيه المدارس العمومية من اكتظاظ مهول، ونقص في البنيات التحتية، وتراجع في مستوى التحصيل، يطرح إدراج هذا النوع من الأنشطة الفنية علامات استفهام حول ترتيب الأولويات داخل المنظومة التربوية.
الوزير برر القرار بكونه جاء استجابة لميولات التلاميذ، في إطار أنشطة الجمعية الرياضية المدرسية. لكن من غير الواضح إن كانت هذه الميولات قد تم قياسها فعليا أم أنها مجرد ذريعة لتبرير مبادرة رمزية لا تستند إلى دراسات ميدانية أو تقييم علمي لحاجيات المتعلمين.
الأدهى، أن هذه المبادرة تتطلب تكوينات إضافية لفائدة الأطر التربوية، في وقت يعاني فيه آلاف الأساتذة من غياب التكوين الأساسي الكفيل بضمان جودة التعليم في المواد الجوهرية كاللغة والرياضيات والعلوم.
وإذا كان الهدف هو تحفيز التلاميذ على التعبير الحركي والانفتاح الفني، فإن المدرسة العمومية تحتاج أولا إلى فضاء تربوي سليم وآمن، وأقسام غير مكتظة، وبرامج تربوية متوازنة، قبل التفكير في إدخال أنماط فنية مستوردة لا تنسجم بالضرورة مع الخصوصيات الثقافية ولا مع أهداف التعليم العمومي.
في المحصلة، يبدو أن المدرسة العمومية تسير في اتجاه تجميلي لا يمس العمق، حيث يتم تزيين القشرة في وقت ينهار فيه الأساس. والنتيجة، مشهد تربوي مرتبك، تتداخل فيه الرسائل، وتتقدم فيه الاستعراضات على الإصلاح الحقيقي.