
تحولت مدينة مكناس خلال الأيام الاخيرة الى فضاء ينبض بالإيقاع الصوفي والأجواء الروحية المميزة، وذلك بمناسبة تنظيم الدورة الخامسة من مهرجان “عيساوة” الذي يخلد هذه السنة تحت شعار “مكناس أرض التصوف”، تزامنا مع احتفالات عيد العرش المجيد.المهرجان الذي انطلقت فعالياته يوم 23 يوليوز ويستمر الى غاية 26 منه، يحتفي بالتراث العيساوي كإحدى الركائز الصوفية المتجذرة في الذاكرة الروحية للمغرب، مستحضرا مسيرة الزاوية العيساوية ومكانتها الرمزية في النسيج الديني والثقافي للمملكة.وشهدت ساحات المدينة التاريخية تنظيم عروض فنية وسهرات صوفية أحيَتها فرق عيساوية من مختلف جهات المغرب، الى جانب مشاركات أجنبية قدمت إيقاعات روحية من مدارس صوفية عالمية، ما أضفى على التظاهرة طابعا دوليا وانفتاحا على ثقافات روحية متعددة.واعتبر منظمو المهرجان ان هذه الدورة تشكل محطة نوعية لتثمين الموروث الثقافي اللامادي المرتبط بالعيساوية، وتعزيز الحوار بين الثقافات، فضلا عن دعم السياحة الروحية التي بدأت تستقطب جمهورا متنوعا من داخل المغرب وخارجه.كما نوه الفاعلون الثقافيون بالدور الذي تلعبه مثل هذه التظاهرات في إحياء الذاكرة المشتركة، وتقوية الإشعاع الحضاري لمدينة مكناس كواحدة من العواصم التاريخية المغربية ذات العمق الصوفي والتقاليد العريقة.