من التخرج إلى تشياخت.. الجامعة المغربية تبحث عن هويتها

تحول حفل تخرج طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالقنيطرة إلى مادة دسمة على مواقع التواصل، بعد انتشار مشاهد “الشطيح والرديح” فوق المنصة، في أجواء بدت أقرب إلى حفلة أعراس شعبية منها إلى لحظة أكاديمية يفترض أن تتوج سنوات من الجهد والتحصيل.
ما جرى يطرح سؤالا حقيقيا: هل ما زالت الجامعة المغربية مؤهلة لأداء وظيفتها التكوينية والتربوية، أم أنها صارت منصة للفرجة والاستعراض؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلِم لا تفكر الوزارة الوصية في إدراج مسلك “تشياخت والتنشيط الفولكلوري” ضمن عروض التكوين، مع وحدات في “هز الكتف” و”فن التوزيع الموسيقي بالكمنجة والبندير”؟
صحيح أن للطلبة الحق في الاحتفال، لكن حين تتحول المنصة إلى حلبة رقص أمام عدسات الهواتف، فإننا نغادر منطق الفرح المشروع وندخل إلى دائرة العبث المؤسسي.
الجامعة ليست مسرحا للعرض، بل فضاء للعلم والارتقاء. أما إذا استمر هذا المنحى، فلن نستغرب غدا أن نرى مباريات التوظيف تفتتح بـ”مقطع شعبي” واختبار في التنشيط تحت ضغط “الإيقاع الحار”.