المغرب

مأساة جديدة بسواحل طانطان.. إنقاذ أزيد من 50 مهاجرا سريا بعد ثلاثة أيام من المعاناة في عرض البحر

في مشهد يعكس مجددا مأساة الهجرة غير النظامية، تمكنت السلطات المحلية والأمنية بسواحل طانطان من إنقاذ قارب كان على متنه أزيد من 50 شخصا، بعد أن ظل ثلاثة أيام في عرض البحر يواجه الأمواج والتيارات دون زاد أو ماء.
العملية تمت بتنسيق بين البحرية الملكية والدرك الملكي والسلطات الإقليمية، بعد تلقي إشعار من صيادين محليين لاحظوا القارب في وضع حرج على بعد كيلومترات من الشاطئ. وتم نقل المهاجرين إلى الميناء لتلقي الإسعافات الأولية، فيما فتحت المصالح الأمنية تحقيقا لتحديد ملابسات الحادث ومسار الرحلة.

الحادث ليس الأول من نوعه، إذ أصبحت سواحل الجنوب المغربي، خاصة طانطان وطرفاية والعيون، نقطة انطلاق مفضلة لشبكات تهريب البشر نحو جزر الكناري. غير أن هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر غالبا ما تنتهي بمآسٍ إنسانية، حيث يلقى العشرات حتفهم كل سنة غرقا في عرض البحر.

وتبرز هذه الواقعة مرة أخرى حجم المخاطر التي تحيط بظاهرة الهجرة السرية، التي لا تمثل فقط مأساة فردية للمهاجرين، بل تحديا اجتماعيا واقتصاديا للدولة. فالدافع الرئيسي وراء هذه المغامرات القاتلة يظل هو الفقر والبطالة وانسداد الأفق أمام فئات واسعة من الشباب الباحث عن حياة أفضل بأي ثمن.

من جهة أخرى، تبذل السلطات المغربية جهودا متواصلة للحد من الظاهرة، سواء عبر تفكيك شبكات التهريب أو من خلال برامج اجتماعية وتنموية تستهدف معالجة الأسباب العميقة التي تدفع الشباب إلى ركوب البحر. غير أن استمرار تدفق المهاجرين يشير إلى أن المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي، وأن الحل الحقيقي يمر عبر توفير بدائل واقعية وفرص عيش كريمة داخل الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى