تعتبر منطقة بويبلان بإقليم تازة من بين المناطق السياحية الكبيرة والمتنوعة على صعيد المملكة، بل وتتفوق على عدة مناطق إذا ما عمقنا النظر والتمعن في المعايير السياحية لكل منطقة.
لذلك نطالب من هذا المنبر الجهات المختصة كل حسب اختصاصه ودوره جعل هذه المنطقة ضمن أولوياتهم الأولى والعاجلة، يجب الاهتمام بهذه المنطقة اهتماما كبيرا، وفق العمل على وضع مشاريع تخدم السياحة الجبلية، وترفع من تصنيف المنطقة وتجعلها واجهة سياحية رائدة، ولتحقيق ذلك – نعتقد من جهتنا- يجب العمل على إنجاح مدخلين اثنين:
- مدخل مشروع المآوي القروية.
المآوي القروية خطوة مهمة نحو تشجيع السياحة التضامنية الجبلية بمنطقة بويبلان، فقد لاحظنا في الآونة الأخيرة ظهور عدة مآوي أو دور الضيافة أو عائلات سموها ما شئتم بالمنطقة تقدم خدمات في عمومها ومجملها ترضي الزوار، وتقدم خدمات الإيواء والمطعمة والإرشاد، لكن ما ينقص هذه المآوي هو التكوين المستمر لأصحابها، وتحسين الجودة في تنظيم الخدمات والتواصل الفعال مع الزوار، وأيضا تكوين في الإسعافات الأولية، وملائمة نظام التصنيف، مع الحفاظ على منحى التطور وتنويع العرض المتعلق بالايواء السياحي، بالإضافة إلى تشجيع هؤلاء الشباب – من أبناء المنطقة – على الاستثمار في المجال السياحي وتبسيط مساطر الرخصة والتسريع بها، والهدف قبل ذاك وذاك هو التأسيس لسياحة مستدامة تحترم المعايير الوطنية ولما لا الدولية في مجال السياحة والبيئة. - مدخل إصلاح الطريق الجهوية 504.
إن الزائر لهذه المناطق يكتشف مغربه الجميل الذي يتحلى في شموخ قمة بويبلان وقمة موسى وصالح بمناظرهما الطبيعية الغنية والمتنوعة (جبال ، سهول ، هضاب، غابات، أعشاب ونبتات، أنهار وجداول مياه عذبة رقراقة، عيون، وهواء نقي صاف، وهدوء وسكون الطبيعة ،.. ) ومناظر بانورامية تأسر المشاعر وتخلب العقول، وكرم الساكنة وحسن الاستقبال والضيافة… وليس من رأى كمن سمع أو قرأ، كل هذا يتوقف أمام ضعف وانعدام البنية التحتية للطرق كما هو الشأن للطريق رقم 504 الرابطة بين بويبلان ورباط الخير الذي يعتبر أقصر مسافة للوصول إلى بويبلان مقارنة مع باقي الطرق الأخرى عبر بوابة تازة مغراوة، أو تافجيغت وصولا لتيزي بوزعبل، وإن كان الطموح إصلاح جميع الطرق التي ذكرت في سبيل المساهمة بشكل كلي أو جزئي في فتح أبواب التنمية السياحية بالمنطقة، وهذا مطلب الساكنة، ودعوة وملاحظة جميع الزوار ومكتشفي المنطقة.
إذن: يجب إعداد وتهيئة ودراسة مشروع السياحة القروية الذي يرمي إلى التنمية المحلية للمنطقة التي كانت نموذجا للسياحة العالمية إبان السبعينات، بهدف تسهيل عملية اندماج الشباب في سوق الاستثمار، وذلك عبر خلق مشاريع محلية مدرة للدخل تضمن لهم ولأسرهم دخلا قارا يشجعهم على الاستقرار بدواويرهم، والحد من مشاكل الهجرة إلى المدن وما يترتب عليها من أزمات اجتماعية واقتصادية… وهذا مدخله المآوي السياحية، ويجب أن تشمل التنمية البنية الطرقية التي تعتبر العائق أمام الزوار حاليا.