انفجار سياسي يربك مسار التوافق في جنوب افريقيا

دخل المشهد السياسي في جنوب افريقيا مرحلة من الاضطراب بعد اندلاع صدام علني بين حزبيْن رئيسيين يشكلان عصب التحالف الحكومي. الشرارة انطلقت بعد قيام نائب وزير من حزب التحالف الديمقراطي بزيارة مثيرة للجدل الى واشنطن، دون تنسيق مسبق مع مؤسسة الرئاسة، الامر الذي اعتُبر تجاوزا غير مقبول ومساسا بالثقة داخل الائتلاف.
الرئيس سيريل رامافوزا، لم يخف انزعاجه، واعتبر الخطوة استفزازا غير مبرر يضرب مصالح البلاد في العمق، مطالبا بتغيير هذا المسؤول وتعويضه في اقرب وقت. رد التحالف الديمقراطي جاء سريعا وحاسما، اذ اعلن انسحابه من مشروع الحوار الوطني، معتبرا ما وقع اقصاءا سياسيا غير مبرر واهدارا للزمن والموارد العامة.
هذه التطورات فجرت حالة من الترقب في الشارع الجنوب افريقي، واثارت جدلا واسعا حول مصير مبادرة الحوار التي كان يعول عليها الرئيس لاعادة اللحمة بعد انتخابات شهدت انقسامات حادة. انسحاب احد اهم مكونات الحكومة من مسار الحوار يضع علامات استفهام كبرى حول نوايا الاطراف وقدرتها على تجاوز الخلافات.
ورغم محاولة رامافوزا التخفيف من التوتر والتأكيد على تمسكه بمسار التفاهم، الا ان الخلافات الظاهرة تكشف عن ازمة ثقة عميقة تهدد استقرار التحالف وقد تنعكس سلبا على مجمل الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد.
الايام المقبلة ستكون حاسمة، فاما العودة الى طاولة الحوار بروح جديدة، واما الدخول في نفق سياسي مجهول قد يعيد البلاد الى مربع التجاذبات والتعطيل المؤسساتي.