فواجع مستمرة ومواطنون مهملون… حكومة أخنوش بين الغياب والتقصير

مرة أخرى، تثبت حكومة أخنوش أنها بعيدة عن نبض الشارع ومعاناة المواطنين. فبعد كل فاجعة طبيعية تضرب مدن المغرب، وآخرها الفيضانات القاتلة، يغيب رئيس الحكومة عن عين المكان، بلا تعزية للمواطنين، بلا متابعة لحجم الكارثة، وبلا شجاعة سياسية للاعتراف بالفشل.
غياب أخنوش عن مواقع الكوارث لم يكن صدفة، بل يعكس منطقاً سياسياً بارداً، حيث أصبح مواجهة الغضب الشعبي مكلفة، والوقوف وسط أسر مكلومة قد يكشف حجم القطيعة بين الحكومة والمواطنين. والسبب الأعمق، كما يرى كثيرون، هو أن أرواح المغاربة لا تحتل أي أولوية حقيقية لدى هذه الحكومة، التي يقتلها المواطنون يومياً بقرارات الغلاء وارتفاع الأسعار وتآكل القدرة الشرائية.
الأخطر، وجود ما يسمى بـ”صندوق الكوارث”، الذي يُموَّل من جيوب المواطنين، ويُفترض أن يكون طوق نجاة عند الزلازل والفيضانات. غير أن هذا الصندوق، في الواقع، مغلق ولا يُفتح إلا بشروط شبه مستحيلة، مثل إعلان رئيس الحكومة رسمياً المنطقة “منكوبة”، وكأن المطلوب أن تجرف الكارثة كل شيء قبل التدخل.
النتيجة واضحة: مواطنون يموتون، منازل تُدمّر، أسر تُشرد… وكل ذلك لا يكفي لإخراج الحكومة من صمتها ولا لتفعيل صندوق دفع ثمنه الشعب مسبقاً.
حكومة أخنوش لا تُخطئ فقط في التدبير والسياسات، بل تُخطئ أخلاقياً وإنسانياً. ففي الوقت الذي كان فيه رئيس الحكومة مطالباً بالحضور، بالمواساة، واتخاذ قرارات شجاعة، اختار الاختباء والصمت.
بينما تتغنى الحكومة بإنجازاتها بالأقوال والأرقام، فضحت واقعة آسفي، وأظهرت أن المواطن المغربي لم يعرف خلال السنوات الأربع الماضية غير الكوارث والمآسي.




