مع حلول نهاية السنة واقتراب موعد الامتحانات، يبدأ التلاميذ و الطلبة في الاستعداد لهذا الموعد الهام ، و الذي يحدد مصير مسارهم الدراسي والمهني في ما بعد ، بل و مكانتهم و قيمتهم الشخصية أمام الأسرة و الأصدقاء … عوامل كهذه وغيرها تجعل هؤلاء عرضة للضغط النفسي والتوتر ، ونجد معظم الآباء يعانون مع أبنائهم ويعيشون بدورهم أجواء القلق والترقب لأن انتظاراتهم كبيرة … و للمساعدة تحاول صفرو بريس تقديم بعض النصائح الطبية التي يمكن أن تعين أبناءهم في هذه المرحلة.
أقول لهم، أولا إن التوتر هو ظاهرة صحية إذا تم استغلاله بطريقة إيجابية فهو يعمل كمحفز ويدفع الطالب ليتحرك ويتحدى ويمنحه الطاقة والرغبة في النجاح، ففي غياب التوتر يكون هناك شعور بالكسل و اللامبالاة، بالمقابل ينعكس التوتر المفرط بشكل سلبي على المراهق ويمنعه من التفوق في امتحاناته مهما طالت مذاكرته، كما يمكنه أن يؤثر في حالته العقلية والنفسية ويظهر هذا جليا في سلوكه فهو يصير متهيجا سريع الانفعال، قلقا، قليل النوم، فاقدا للشهية وقد يشعر بالصداع وآلام في المعدة ولتفادي ذلك إليكم بعض الخطوات العملية:
من المستحسن أثناء المراجعة أن يقوم التلميذ أو الطالب بكتابة ملاحظات أو خطاطات أو حتى رسومات فقد وجد الباحثون أن مجرد وجود القلم ورسم الأشكال على الورق يرسل إشارات إلى الدماغ، مما يساعد على الاحتفاظ بالمعلومات ” نون والقلم وما يسطرون” سورة القلم
عندما يبدأ عقل الطالب في الشرود، فإنه من المستحسن تغيير موقع المراجعة كتغيير الغرفة أو الخروج و الذهاب إلى منتزه مثلا. فقد ثبت علميا أن هذا يمكن أن يساعد كثيرا في إعادة التركيز وتنشيط الذاكرة.
التدرب على الاسترخاء الذهني والجسدي كممارسة بعض تمارين التنفس لمدة 5 دقائق مرتين في اليوم هو أمر يخفف من التوتر، كما أن المراجعة دون انقطاع ليست فكرة جيدة، فالتوقف وقضاء 10 دقائق في ممارسة نشاط آخر كالمشي مثلا يساعد كثيرا على زيادة التركيز في الساعتين المقبلتين، فالتخفيف عن النفس والجسد والذهن بين وقت وآخر ليس مضيعة للوقت أبدا. كما أن الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية الهادئة لها دور فعال ويمكن أن تساعد على التركيز كما نشرت مجلة “نيويورك تايمز” والعجيب أننا نجد هذا كله في الصلاة والمشي إلى المسجد والاستماع للقرآن.
السهر المتكرر وعدم إعطاء الذهن والجسم حظه من الراحة الضرورية هو إرباك للنظام الطبيعي للجسد وخصوصا للجهاز العصبي، ومن المعلوم الثابت في الطب أن نوم الليل ضروري لصحة العقل والذاكرة ولا يغني عنه نوم النهار فسبحان من جعل الليل سكناً .
على الطالب تجنب الإفراط في تناول الكافيين والمشروبات الطاقية فهي تسبب الأرق و فقدان السوائل ، فحتى الاجتفاف الطفيف يمكنه أن ينقص من الأداء العقلي لذلك يجب أن يتناول التلميذ الماء بكثرة إضافة إلى الخضروات والأطعمة التي تحتوي على أوميغا 3 والمواد المضادة للأكسدة، من أجل تعزيز وظيفة الذاكرة والحفظ.
كما يجب عليه تجنب الأكل على الأقل ساعتين قبل الامتحان ويفضل تناول وجبة خفيفة، لأنه حين تناول وجبة كاملة يندفع الدم من الدماغ إلى الجهاز الهضمي مما يبطئ المقدرة على استرجاع المعلومات.
وأخيرا فإن دور الآباء والأمهات مهم جدا ، فالتواصل الأسري العاطفي من قبل الوالدين ( أو من يقوم مقامهما) يخفف من حدة التوتر لدى الأبناء ، و ذلك بإعطائهم الدعم النفسي ورفع المعنويات والتشجيع والتحفيز ولا سيما عندما يقل مستوى أداء الابن أو البنت وتضعف معنوياته مع تجنب إرهاقه بالمطالبة بتحقيق ما ليس في وسعه.