صفرو

التهنئة الالكترونية تحل محل صلة الرحم

أمينة أوسعيد

كنا ننتظر المناسبات الدينية قديما بفارغ الصبر كي  تلتحم الأسر حول الموائد المُعَدَّة بكثير من الحب. وكانت الأحاديث تحلو وتتناسل مع براد الشاي. والضحكات تعلو رنانة فتَرُجُّ جدران البيت رجاً. وتستمر الزيارات لصلة الرحم مع الأهل والأحباب طوال أيام.
لكننا اليوم افتقدنا كل هذا. وأصبحت شاشات هواتفنا ترن بإشعارات الرسائل بدل أن ترن أجراس بيوتنا. رسائل مكررة وباهتة تفوح منها رائحة التكلف وتُبْعَث من باب الواجب ليس إلا وصور تحمل تهنئة العيد مرت عبر الكثيرين لتصل إلينا متعبة من كثرة القطع واللصق.  نعم، هكذا أصبحت حالنا، فقدنا حلاوة العيد والاحتفال به مع أجدادنا الذين كانوا يخلدون مناسبة عيد الأضحى بطقوس خاصة تبدأ من داخل البيت وتمتد خارجه. حين كان الصدق والحب والعفوية هي العناوين البارز للتعامل بين الجيران والعائلة.
  أما الجيل الصاعد فحاله لا يبشر بالخير أبدا. فمثل هذه المناسبات بالنسبة له مجرد حدث عابر بل يوم تعب وشقاء لدى بنات هذا الجيل الهجين الذي فقد هويته وأصبح ممزقا بين الماضي الأصيل والحاضر المجنون الذي طغت عليه موجة الأنترنيت ورقمنة المشاعر وصلة الرحم.
تُسحب منا حياتنا شيئا فشيئا وكل سنة نفقد فيها طعم العيد عن سابقه ولا ندري ماذا تحمل لنا السنين القادمة بين طياتها. وأشد ما أخشاه أن تختفي عادتنا الجميلة  وتتحول إلى ذكرى نتحسر عليها كلما فتحنا دَفَّتَيْ الذاكرة نقلب فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا